إذ يعتبر هذا الحدث نقطة تحول في المشهد الرياضي والسياحي والإقليمي يعكس مكانة تونس كوجهة رئيسية لاستضافة الأحداث الدولية الكبرى. ويتم تنظيمه ببادرة من منظمة الفنون القتالية المختلطة الدولية بإشراف الجامعة التونسية للكونغ فو والووشو، حيث ستستقطب هذه البطولة الجمهور الواسع من عشاق الرياضات الدفاعية والقتالية كذلك المهتمين بالشأن الرياضي والثقافي باعتبار الاهتمام العالي المتزايد بهذه الرياضات في ظل تزايد عدد الممارسين والمواكبين لها في تونس والخارج.
وخلال المؤتمر الصحفي الأول الذي انعقد بقاعة المؤتمرات البلدية بصفاقس تم الإعلان عن المواعيد الرئيسية لانطلاقة هذا المهرجان الرياضي المتميز والتعريف بأبعاده ومضمونه وأهدافه والتي ستتعدى البعد الرياضي باعتباره يحمل أيضا دلالات سياحية وثقافية من شأنها الترويج لصورة تونس كوجهة متعددة الأبعاد.
حدث إلى جانب صبغته الرياضية يكتسي الطابع الثقافي والسياحي والاتصالي:
وقد أكد رئيس منظمة الفنون القتالية المختلطة الدولية HEC أيمن بلحاج أن تنظيم البطولة العالمية هذه لأول مرة في تونس وشمال إفريقيا تؤكد أهمية الحدث الذي سيكتسي إلى جانب صبغته الرياضية الطابع الثقافي والسياحي والاتصالي كما تحتوي التظاهرة والتي تحمل كذلك طابع المهرجان على عروض فنية حية بمساهمة من فناني موسيقى الراب في إطار مزج الرياضة ببقية الإبداعات الفنية.
كما كانت مناسبة للتوقف عند مسيرة عديد من رواد الرياضات الدفاعية و الإشادة بدورهم في النهوض بمختلف الرياضات من ذلك تم تكريم الخبير و المدرب في فن الكاراتي السيد مصطفى بلحاج و قد جاء هذا التكريم لأسطورة الرياضات الدفاعية في صفاقس و تونس مصطفى بلحاج اعترافا بالجميل لما قدمه من خدمات جليلة للرياضة من ذلك حصوله على أول ميدالية ذهبية و تحمله مسؤولية التحكيم في الكاراتيه إذ هو المبادر لذلك... و بالنسبة له فإن فن الكاراتيه يبقى دوما بمثابة التربية الذهنية و النفسية و الأخلاقية تتواز ىمع اكتساب قواعده الأساسية و المتقدمة معا...
حضور جماهيري مكثف في ظل تنامي الاهتمام العالمي بهذا النوع من الرياضات:
ومن المنتظر أن تستقطب هذه البطولة جمهورًا واسعًا من عشاق الرياضات القتالية، إلى جانب المهتمين بالشأن الرياضي والثقافي، في ظل تنامي الاهتمام العالمي بهذا النوع من الرياضات، وتزايد عدد الممارسين والمتابعين لها في تونس والمنطقة.
وللإشارة فإن فنون القتال المختلطة (بالإنجليزية: Mixed martial arts) اختصار (MMA) هي رياضة قتالية مزيج بين كثير من فنون الدفاع عن النفس، وتقنيات ومهارات مختلفة، تسمح القوانين باستخدام تقنيات الضربات المباشرة (Striking)والمسكات (Grappling) في وضعية الوقوف (Stand Up) أو على الأرضية (Ground Fighting)، مما يسمح المقاتلين بالدخول للرياضة بخلفيات مختلفة من فنون القتال: الجودو، التايكوندو، الملاكمة، المصارعة، الجو جيتسو، الكاراتي، موياي تاي، وغيرها...
يُعتقد أن فنون القتال المختلطة تعود إلى الألعاب الأولمبية القديمة في 648 قبل الميلاد، عندما اعتُبر التدريب القتالي للجيوش اليونانية -البانكرشن- رياضة قتالية لليونان القديمة. جمعت المنافسة الوحشية بين المصارعة والملاكمة والقتال في الشوارع. يُسمح بركل وضرب الخصم المُسقط؛ فقط العض وقلع العين ممنوعان. تنتهي المباراة حين يعترف أحد المقاتلين بالهزيمة أو فقد الوعي. في بعض الحالات، مات كثير من المنافسين أثناء المباريات. أصبح الألعاب القتالية واحدة من أكثر الأحداث شعبية في الألعاب الأولمبية القديمة. وفي عام 393 م، قام الإمبراطور الروماني ثيودوسيوس الأول بحظر الألعاب الأولمبية، موضحًا نهاية السقوط كرياضة شعبية. ومع ذلك، ظهر هذا النمط من القتال لاحقًا في القرن العشرين في البرازيل من خلال رياضة قتالية تُعرف باسم فالي تودو («كل شيء مباح»). روج لها الإخوان كارلوس وهيليو جرايسي، اللذان بدآ مدرسة للجوجيتسو في ريو دي جانيرو في عام 1925. تعتبر فنون القتال المتنوع من أقدم الرياضات في العالم فهي موجودة منذ عصر الإغريق والرومان لكنها تطورت شيءًا فشيءًا حتى وصلت لما وصلت اليه الآن.
رياضة راسخة في القدم:
كما ظهر القتال المتنوع على يد عائلة جريسي وهي عائلة برازيلية قام الأب وهو هيليو جريسي أثناء إقامته بالبرازيل بتعلم الجودو في صغره وقام بالعديد من التعديل على الجودو وركز على القتال الأرضي أكثر من الرميات. وبدأ في خوض تحديات مع لاعبين يابانيين من أبرزهم أسطورة الجودو كامورا، وانتقل هذا الفن لأولاده الذين قاموا بخوض عدة نزالات مصورة مع فنون قتالية أخرى. قرروا بعد ذلك عرض فنهم على العالم واتجهوا لأمريكا ليصوروا أول بطولة رياضية UFC 1 بشكلها الرياضي في أميركا عام 1993 وواجه ابنهم (هويس جريسي) لاعبي كاراتيه وملاكمة ومصارعة ليفوز بالبطولة ويثبت للعالم قوة فنهم القتالي. واستمرت هذه البطولات بأرقامها المتسلسلة حتى يومنا الحالي. جذب الأشقاء الانتباه من خلال إعلان تحدي باسميهما "تحدي جرايسي" في الصحف المحلية، معلنين في الإعلانات: «إذا كنت تريد كسر ذراع، أو ضلع، اتصل كارلوس جرايسي» سيواجه الأخوان جميع المنافسين، وأصبحت مبارياتهم، التي تشبه مباريات الألعاب القتالية -البانكرشن اليونانية- شائعة جدًا لدرجة أنهم نقلوا إلى ملاعب كرة القدم الكبيرة (اتحاد كرة القدم) لاستيعاب الجماهير.
ومع تواصل الاستعدادات لهذه البطولة سيتم عقد المؤتمر الصحفي الثاني ويضمن لقاء الرياضيين الدوليين يوم 18 ديسمبر المقبل حيث ستتاح للإعلاميين والجمهور فرصة لقاء المشاركين المحترفين وستتم عمليات الوزن الرسمية للاعبين وحفل المواجهات في إطار الاستعدادات الأخيرة يوم 19 ديسمبر في حين يكون الموعد مع المسابقات ونهائيات البطولة HEC يوم السبت 20 ديسمبر.
كما ستقام للمشاركين برامج ترفيهية وجولات سياحية للتعريف بتراث تونس في إطار التقارب بين المشاركين في مختلف أنحاء العالم في حين تكون مغادرة الرياضيين والوفود المشاركة يوم 23 ديسمبر...