اختتمت مؤخرا فعاليات المؤتمر الوطني للجمعية التونسية لجراحة القلب و الأوعية الدموية بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة الذي انعقد تزامنا مع إحتفال الجمعية بخمسينيتها و تضمن المؤتمر برنامجا علميا ثريا و صالون لمختلف أوجه الصحة في مجالات أمراض القلب بالإضافة إلى ندوات و ورشات نشطها مختصون في طب القلب من 27 بلدا
وقد تم انتخاب هيئة جديدة للجمعية للمدة النيابية 2022-2024 تتركب من :سالم عبد السلام، سناء والي، سامي ميلوشي ، وفاء الفهري ، مريم دريسة ،رانيا الحمامي، سلمى شرف الدين ، محمد عبد الناظر، أمين ترميز ؛ حيث بلغ عدد المترشحين 17 (13 في اختصاص أمراض القلب و 4 جراحة، لإختيار 7 في الإختصاص الأول و 2 في الجراحة). وهم من الكفاءات العلمية الشبابية وخبرات طبية متميزة على الصعيدين الوطني والعالمي حيث عودتنا الجمعية التونسية لجراحة القلب و الأوعية الدموية بإتاحة الفرصة لهذه الكفاءات لتحمل المسؤولية عند تجديد هيئاتها و قد توالت على رئاسة الجمعية طيلة 50 سنة عديد الكفاءات و الأساتذة المتألقين في مجال الطب حيث تولى رئاسة الجمعية لأول مرة الأستاذ عبد المجيد كشراد و هو أستاذ سابق في أمراض القلب رئيس قسم مستشفى الحبيب ثامر سابقا و أستاذ بكلية الطب بتونس إذ تولى رئاسة الجمعية من 1972 الى 1978
، في حين تولت الرئاسة خلال الدورة السابقة الأستاذة ليليا زخامة استاذة أمراض القلب و رئيسة قسم أمراض القلب بمستشفى المرسى
من جهة أخرى تم تكريم الفائزين بجائزة الأستاذ علي بوسنينة من مختبرات “سيف “لعام 2022
القسطرة القلبية من بين أهم محاور المؤتمر
هذا و قد تميز هذا المؤتمر بتنوع المضمون حيث لم يقتصر على مداولات الجلسة العامة الإنتخابية فحسب بل كان مناسبة لعقد الجلسات و اللقاءات و الورشات العلمية و التطبيقية و صالون بمشاركة عديد المختبرات و المؤسسات المهتمة بتصنيع و توزيع الأدوية و التجهيزات الطبية و وطنيا و دوليا
و قد شاركت في هذه التظاهرة العلمية الطبية و الأنشطة الموازية كفاءات طبية تونسية من الداخل و الخارج و كذلك كفاءات من 27 دولة حيث لوحظ حضور افريقي مما يؤكد إشعاع تونس على القارة الأفريقية لما تمتاز به من مؤسسات استشفائية و مصحات خاصة مفتوحة على حرفاء من الدول الإفريقية خاصة جنوب الصحراء
ومن أبرز المواضيع التي تم طرحها في المؤتمر : القسطرة القلبية و هي عملية يتم خلالها تصوير الشرايين التاجية المغذية للقلب و تكون من خلال إدخال رابط الشرايين الفخذي أو شريان اليد و يسمى “الشريان الوحشي ” و من ثم إدخال القسطرة حتى تصل إلى الشريان التاجي و من خلال حقن الصبغة(ملونة )يتم التعرف ما إذا كان المريض يعاني من قصور في شرايين القلب ، و يتم بعد ذلك اما عمل دعامات أو تحويله إلى جراحات القلب المفتوح لزراعة الشريان إضافة إلى استعمال الأقراص الخاصة بأمراض قصور الشريان التاجي
متابعة نشاط قرية المحاكاة التي شهدت إقبالا كبيرا من طرف أطباء و مختصين
هذه المعطيات الطبية أمكن الحصول عليها من خلال متابعة نشاط قرية المحاكاة التي شهدت إقبالا كبيرا من طرف أطباء و مختصين في مجال أمراض القلب من عديد الدول المشاركة من ذلك حوارنا مع الدكتور علي رجب الفيتوري اخصائي أمراض القلب و الشرايين عضو جمعية القلب الليبية و الأوروبية كذلك العديد من الكفاءات التونسية العاملة في مستشفيات في الداخل والخارج قدمت معطيات و معلومات جد مهمة خاصة إذا ما تعلق بأمراض القلب و الشرايين لما يحتاجه من علاج فعال و باثمان مدروسة و من هذه الأدوية لعلاج ضغط الدم و الكوليسترول و قد تم خلال المعرض الطبي الذي أقيم بيه و قصر المؤتمرات بالعاصمة أثناء المؤتمر عدة أدوية من بينها ضد تخثر الدم و بذلك تفتح المخابر التونسية المجال لصناعة الأدوية محليا عوض عن توريدها
صناعة الأدوية حسب الإنتاج و الجودة
هذا و قد شهدت صناعة الأدوية بتونس تقدما من حيث الإنتاج و الجودة إذ أن من الأدوية خاصة تلك المتعلقة بأمراض القلب و الشرايين،نقلة نوعية وذلك مما يشجع على الإنتاج و الإستثمار للجودة و النجاعة.و من خلال الصالون الذي تم بصفة موازية للمؤتمر لاحظنا كثافة المخابر المصنعة للأدوية بتونس و العديد منها تعتمد الإنتاج المحلي بكفاءات وطنية عالية، هذه الكفاءات نجدها كذلك في مجالات ذات العلاقة من ذلك اختصاصها في المنصات ذات الصلة بالمجال. وبخصوص إنتاج وتصنيع الأدوية.نلاحظ التقدم في هذه الصناعات الدوائية من ذلك مجموعة المؤسسات الأولى لصناعة الأدوية الجنيسة انطلاقا من المواد الأولية المختارة وفق المقاييس العالمية
مستجدات تكنولوجية لتقديم المساعدة الطبية
كما كانت هذه التظاهرة العلمية و الطبية مناسبة لإبراز آخر المستجدات التكنولوجية و الرقمية لتقديم المساعدة الطبية المباشرة من خلال منصة طبية متطورة يمكن الوصول المباشر إلى الرعاية الطبية وفقا للاحتياجات و الرغبات حيث تتيح المنصة التوجه بسهولة نحو أفضل المؤسسات العالمية قصد التمكن من الخدمات الطبية بأيسر السبل و توفير فرص التعهد بالمريض بتسهيل الإجراءات العلاجية و المالية و بذلك تكون هذه المنصة بمثابة المساحة الجديدة لخدمة طبية فعالة و سريعة و عالية الجودة بفضل الشركاء الدوليين و الديناميكيات المطبقة حيث يتم رعاية المريض من طرف مختصين محليين و دوليين
معًا من أجل رعاية قلب أفضل
لقد تميزت احتفالات الجمعية التونسية لجراحة القلب والأوعية الدموية بالذكرى الخمسين لتأسيسها من خلال فعاليات متنوعة من ذلك مؤتمرها الوطني من 17 إلى 19 نوفمبر 2022 وإقامة حفل فني على شرف القدماء والضيوف وأطباء القلب والأصدقاء والشركاء أحياه أوركسترا قرطاج السيمفونية بقيادة المايسترو حافظ مقني كذلك كان لإشراف وزير الصحة الأستاذ علي المرابط على إفتتاح المؤتمر42 للجمعيّة الأثر الطيب في هذه المناسبة ، بحضور رئيسة الجمعية الأستاذة ليليا زخامة والعميد السابق لكلية الطب بتونس الأستاذ رشيد مشماش ورئيس الجمعية الفرنسية لطب القلب “Christophe Le Clercq” ورئيس الجمعية الافريقية لطب القلب “Elijah Ogola” والعديد من الخبراء والمختصين من تونس ومن عدة بلدان افريقية وأجنبية.حيث هنأ وزير الصحّة في كلمته الإفتتاحيّة الجمعيّة التّونسيّة لأمراض القلب وجراحة القلب والشرايين بمناسبة الذّكرى الخمسين لتأسيسها، مشيرا إلى أن وجوده اليوم بين الحضور هو رسالة اعتراف وتقدير من الوزارة لمجهودات الجمعية في التّكوين والعلاج والوقاية.مؤكدا الأهمية القصوى التّي توليها وزارة الصحّة لبرامج الوقاية من الاعتلالات القلبيّة التّي تمثّل أوّل سبب للوفيات في تونس