مواكبة / محمد رضا البقلوطي
سعيا للتقارب بين الإطارات الطبية وشبه الطبية والمواطن احتضن قصر المؤتمرات النسخة الأولى من صالون المرضى يومي 16 و17 ماي الجاري بمشاركة أكثر من 20 جمعية علمية تشارك في هذا الصالون من أجل الإجابة على تساؤلات المواطنين حيث تم وضع على ذمتهم الإطارات الصحية المقتدرة في عدة اختصاصات للإجابة على استفساراتهم. بالإضافة الى التفاعلات التي أتاحتها 35 ورشة شملت مختلف الفئات إضافة أصحاب الأمراض المزمنة والثقيلة. ولقد وجد فيها الزائرون من مرضى ومرافقيهم فرصة للاستفسار من أهل الاختصاص عن مُجمل أسئلتهم.
خلق مساحة تفاعلية تجمع بين المواطنين ومهنئي الصحة والخبراء والجمعيات:
هذا الصالون يُنظم لأول مرة في تونس تحت إشراف وزارة الصحة، وبالشراكة مع عدد من الجمعيات العلمية والمؤسسات الصحية الخاصة. هذا ويمثل الحدث بادرة في تونس لخصوصياته من خلال تعزيز مكانة المريض في المنظومة الصحية، وخلق مساحة تفاعلية تجمع بين المواطنين ومهني الصحة والخبراء والجمعيات، من أجل تبادل المعلومات وتقديم الإرشادات حول الوقاية والتعامل مع الأمراض، وخاصة المزمنة والخطيرة منها. وهو يتيح الفرصة لخلق إطار مريح للمريض للحصول على مبتغاه من حيث المعلومة أو الخدمة بكل أريحية ودون انتظار وبذلك يكون بعيدا عما قد يشعر به في المؤسسة الصحية والاستشفائية من حالة نفسية غير مريحة ...
كما أن مثل هذه المبادرات قد تكون الوسيلة الأمثل لتلقي المعلومة تجاه استشارة المريض لمحاولة الحد من ظاهرة "التطبيب على الإنترنت"، حيث يتم الالتجاء بشكل متزايد إلى محركات البحث أو تطبيقات الذكاء الاصطناعي لمحاولة تشخيص أمراضهم أو اقتراح أدوية، في ظل صعوبات النفاذ إلى الأطباء أو المؤسسات الصحية إذ أن الاعتماد المفرط على المعلومات غير المؤكدة قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خصوصًا مع الانتشار الواسع للمنصات غير المختصة والمعلومات المغلوطة...
لذلك فإن اعتماد مثل هذه المبادرة وتعميمها على مختلف الجهات والحرص على دورية تنظيمها بدعم من المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني والقطاع الخاص، بما يرسّخ مبدأ الشفافية، ويكرّس ثقافة الحوار والتشارك في الشأن الصحي...مع إنشاء مساحة للحوار بين المرضى وأقاربهم والعاملين في مجال الرعاية الصحية لتبادل الخبرات والمشورة كذلك توفير فرص التعلم والتوعية حول مختلف جوانب الصحة والعافية للجميع.
اكتشاف العلاجات الأساسية والحصول على الدعم المناسب في الرعاية التلطيفية:
هذا وقد مثلت الدورة الأولى لصالون المرضى فرصة لطرح عديد المحاور من بينها تأثير الأمراض المزمنة على الصحة النفسية والحلول لتحقيق التوازن الأفضل واكتشاف استراتيجيات لإدارة التوتر والقلق والاكتئاب أثناء التعامل مع المرض والدور المفيد للرياضة في رعاية وشفاء مرضى السرطان .باتباع التمارين الرياضية المناسبة لتقوية الجسم وتقليل التعب وتحسين نوعية الحياة والوقاية من ارتفاع ضغط الدم والسكري والإجراءات الصحيحة التي يجب اتخاذها لحماية القدمين من خلال التعرف على كيفية منع المضاعفات بالرعاية المناسبة واعتماد الممارسات الجيدة لتحسين صحة القدم ومن محاور الورشات فهم آليات الربو والاستراتيجيات للسيطرة على المرض بشكل أفضل والتعرف على المحفزات وتحسين العلاج وتحسين نوعية الحياة كذلك إدارة مضاعفات الأمراض المزمنة بتحديد وتوقع مضاعفات الأمراض المزمنة لتحسين الإدارة. باكتشاف الأساليب العلاجية والنصائح العملية للحد من المخاطر وتحسين المراقبة الطبية، مع التركيز على أهمية التثقيف الصحي وتمكين جميع شرائح المجتمع من الوصول إلى المعلومة الطبية الدقيقة. من ذلك إدارة الألم المزمن وفق استراتيجيات وحلول للعيش بشكل أفضل مع الألم المزمن على أساس يومي واكتشاف الطرق الدوائية وغير الدوائية لتخفيف الألم وتحسين الصحة كذلك الشأن للتعاطي مع الألم في مرض السرطان (الرعاية التلطيفية) باعتماد طرق لتخفيف الألم وتحسين نوعية الحياة لدى مرضى السرطان وذلك باكتشاف العلاجات الأساسية والحصول على الدعم المناسب في الرعاية التلطيفية. كما أن العناية بالصحة العقلية أساسي لتحقيق توازن يومي أفضل كذلك تم البحث في نصائح غذائية للأمراض المزمنة والخطيرة وذلك بتكييف نظام غذائي لإدارة الأمراض المزمنة بشكل أفضل وتحسين نوعية الحياة. وبذلك فإن صالون المرضى لا يشكل صيغة تظاهرة، بل هو جهد جماعي من أجل جعل الصحة حقًا لا امتيازًا. وهو مناسبة لترسيخ تصور جديد يُعلي من كرامة المريض ويعزز دوره المحوري في التشخيص، العلاج... كما شكل هذا الحدث نقطة انطلاق نحو رؤية صحية أكثر شمولًا، إنسانية، وإنصافًا، قادرة على تقليص الفجوات وتحقيق العدالة في النفاذ إلى الخدمات الصحية.