Print this page
Written by  محمد رضا البقلوطي نيسان 21, 2025 - 165 Views

"نقرأ لنبني" شعار الدورة 39لمعرض تونس الدولي للكتاب من 25 أفريل إلى 4 ماي 2025 بقصر المعارض بالكرم

مواكبة / محمد رضا البقلوطي

أيام قليلة تفصلنا على حدث ثقافي متميز من خلال فعاليات الدورة التاسعة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب، التي ستنظم من 25 أفريل إلى 4 ماي 2025، بقصر المعارض بالكرم بمشاركة 313 عارضًا من 29 دولة. ولتقديم تفاصيل هذه الدورة انعقدت ندوة صحفية بمدينة الثقافة تولى خلالها مدير معرض تونس الدولي للكتاب، السيد محمد صالح القادري استعراض الخطوط العريضة لبرمجة هذا الحدث الأدبي الأبرز في تونس، مؤكدًا أن المعرض، الذي تحمل دورته الحالية شعار "نقرأ لنبني"، يمثل موعدا متجدّدا مع البناء الثقافي، ومحطة كبرى للتأكيد على مركزية الكتاب في فهم الحاضر واستشراف المستقبل. وأضاف أن هذه الدورة تأتي لتؤكّد صمود الحرف في عالم متحوّل يشهد ثورة رقمية كبرى، مشيرًا إلى أهمية مواكبة هذه التحوّلات التقنية دون التفريط في الوظيفة الأصلية للكتاب كوسيلة للفكر والإبداع ونشر القيم.

 

صناعة المحتوى الثقافي والانتقال الرقمي، بهدف تجويد المادة الثقافية:

 

هذا ويشكّل معرض الكتاب كلّ سنة مناسبة حافلة يترقّبها الكثيرون ممّن تتنوّع فئاتهم العمريّة واهتماماتهم، ويمتدّ لقرابة أسبوع كامل تشترك فيه دور النشر المختلفة في عرض إصداراتها -الحديثة والقديمة-، والكُتّاب في توقيع أعمالهم ولقاء قُرّائهم، والشخصيات الثقافية في عقد ندوات وفعاليات.

وخلال الدورة الجديدة أولت إدارة المعرض اهتمامًا خاصا هذا العام لصناعة المحتوى الثقافي والانتقال الرقمي، بهدف تجويد المادة الثقافية، وتوسيع دائرة انتشارها، وتيسير تداولها، كما أن هذه الدورة ستتناول إشكاليات معاصرة، مثل علاقة القارئ بالوسائط المتعددة، والقرصنة العلمية، والانتحال، وغيرها من التحديات الراهنة.

كما ستكون البرمجة الثقافية ثرية ومتنوعة، من خلال تنظيم ندوات فكرية تتناول مواضيع على غاية من الأهمية، من بينها ندوة حول الرواية والمقاومة، وأخرى حول الأدب الفلسطيني، إلى جانب جلسات مخصصة للتنوير والفكر الإصلاحي في تونس، والاحتفاء بمرور قرن ونصف على تأسيس المدرسة الصادقية، وندوة حول فكر المصلح الطاهر الحداد، فضلا عن تكريم رائد فن الكاريكاتير في تونس، علي عبيد. إذ يُشكّل الرسم الكاريكاتوري فرعا مهمّا من فروع الرسم يتميّز بقدرته على الرمز والإيحاء والتعبير عن المواقف والانطباعات في صورة عميقة الأبعاد والمعاني بعيدا عن المباشرة والتلقين بلغة يفهمها كل الناس.


ويتجدد موعد جمهور المعرض مع نخبة من المفكرين والكتّاب من تونس والعالم، من بينهم إبراهيم الكوني من ليبيا، عبد الفتاح دولة من فلسطين، محمد مصباح من تونس، مازارين بينجو من فرنسا، وغيرهم من الأسماء اللامعة في عالم الأدب والفكر والعلوم.

للأطفال نصيب من خلال برنامج ثري يتضمّن ورشات تجمع بين الجوانب الفنية والعلمية والتكنولوجية:

 

وللأطفال نصيب في هذه التظاهرة من خلال برنامج ثري يتضمّن ورشات متنوعة تجمع بين الجوانب الفنية والعلمية والتكنولوجية، إلى جانب عروض مسرحية وسينمائية، بإجمالي 255 فعالية متنوعة، موزعة على ثمانية أجنحة، تؤمنها أكثر من 50 مؤسسة عمومية وخاصة، محلية ودولية. لذا علينا القول إن أردنا النهوض ببلادنا ان نبدأ بالأطفال وتعليمهم وعلى المؤسسات العمومية والاجتماعية من خلال وزارة التربية ووزارة الثقافة ومنظمات المجتمع المدني ان تتكاتف في جهودها من اجل النهوض بالواقع الاجتماعي للبلاد لان الذي يتربى وينشأ على الإبداع سينتج الإبداع مستقبلا.

وتشارك جمهورية الصين الشعبية كضيف شرف في هذه الدورة في إطار تعزيز الحوار الحضاري والتبادل الثقافي بين الشعبين في مجال الكتاب والنشر والترجمة.

 

جوائز للإبداع الأدبي والفكري تشجيعا على الابتكار والتأليف:

 

تثمينا لما يبذله الناشرون من جهد في سبيل تطوير صناعة الكتاب ومهنه وإثراء للمكتبة التونسية رصدت الهيئة المنظمة لمعرض تونس الدولي للكتاب 2025 جائزتين في هذه الدورة بالإضافة إلى جوائز الإبداع الأدبي والفكري دعما لما يقدمه المبدعون والباحثون والمترجمون للثقافة الوطنية، وتشجيعا على الابتكار والتأليف وإغناء لرأس المال الإبداعي والمعرفي لبلادنا، تم رصد جملة من الجوائز منها:

- جائزة البشير خريف للإبداع الأدبي في الرواية وقيمتها خمسة عشر ألف دينار.

- جائزة على الدوعاجي للإبداع الأدبي في الأقصوصة وقيمتها خمسة عشر ألف دينار.

-جائزة فاطمة الحداد في الكتابات الفلسفية وقيمتها خمسة عشر ألف دينار.

 - جائزة الطاهر الحداد في الدراسات الإنسانية والأدبية وقيمتها خمسة عشر ألف دينار.

 – جائزة مصطفى خريف للإبداع الأدبي في الشعر وقيمتها خمسة عشر ألف دينار.

– جائزة الصادق مازيغ في الترجمة من العربية وإليها وقيمتها خمسة عشر ألف دينار.

حيث يُعهد التحكيم في هذه الجوائز إلى لجان أعضاؤها من المبدعين والجامعيين والنقاد التونسيين، ويكون التصريح بالنتائج على مرحلتين الأولى يعلن فيها عن القائمة القصيرة للفائزين في كل واحدة من الجوائز المذكورة وتنشر القائمة في موقع معرض تونس الدولي للكتاب وفي الصحف التونسية.

أما الثانية فيعلن فيها عن الفائز بكل واحدة من الجوائز في حفل ينتظم يوم 30 أفريل 2025.

هذا الحدث يأتي في كل عام، وفي كل ربيع، ليبعث فينا الأمل... الكتاب عوالم ساحرة نفتحها على التاريخ...فالكتاب هو بوابتنا إلى عوالم ساحرة نفتحها على التاريخ، والثقافة، والإبداع. مع كل صفحة، نكتشف ما وراء الكلمات، وكل حرف يحمل قصة تنتظر من يقرأها.

وبالنسبة للمعلقة الرسمية للدورة التاسعة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب الذي يقام تحت شعار "نقرأ لنبني" فإنه ما يمكن ملاحظته  عدا التصميم الجميل والحروف العربية ، فقد يلفت الانتباه الرسومات المستوحاة من الكوفية الفلسطينية على أطراف الصفحات كأن الكتاب يحكي مأساة الحاضر والماضي وهذا فيه ارتباط متجذر بالقضية وأبعاد تلقي بظلالها على هذه التظاهرة القيمة فذلك اختيار موفق يذكر لإبراز شعار الدورة "نقرأ لنبني" إذ أنه في داخل كل إنسان غريزة للتعلم وحب الاطلاع تختلف نسبتها من شخص لأخر وحسب الظروف المكانية والزمنية  له . يقول احد الكتاب عن القراءة (أمة تقرأ …. أمة لا تجوع ولا تستعبد) ولو أمعنا النظر في هذه الكلمات الخمسة لوجدنا بها نسبة كبيرة من الدقة تفوق المئة بالمئة حيث يربطها الكاتب بمصير الأمم وعظماتها لأنها تبني مجتمعا خلاقا محبا للحياة.

 

شراكات لتطوير التعاون في مجالات التغطية الإعلامية والترويج للمحتوى الثقافي والفكري:
وللإشارة فإنه استعدادا للدورة التاسعة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب تم مؤخرا توقيع اتفاقية شراكة بين المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية وإدارة معرض تونس الدولي للكتاب، مع وكالة تونس إفريقيا للأنباء. وتهدف هذه الاتفاقية إلى تطوير التعاون في مجالات التغطية الإعلامية والترويج للمحتوى الثقافي والفكري الذي يقدمه المعرض، بما يضمن إشعاعًا أوسع لأبرز التظاهرات والأنشطة الثقافية التي يحتضنها الحدث. كما تمثل هذه الخطوة إضافة نوعية تعزز من مكانة معرض تونس الدولي للكتاب كأحد أبرز التظاهرات الثقافية، كما تكرس دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء كشريك إعلامي وطني فاعل في مواكبة الحراك الثقافي والفكري في البلاد.

كما تم توقيع اتفاقية شراكة بين المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية وإدارة معرض تونس الدولي للكتاب في دورته التاسعة والثلاثين، مع مؤسسة سنيب لابراس ودار الصباح وتهدف هذه الشراكة إلى تثمين دور الصحافة المكتوبة في إشعاع المهرجان وإثرائه، وتعزيز حضور الإعلام في تغطية هذه الدورة التي تحتفي بالكتاب والفكر والقراء...

كذلك تم بمقر المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية، توقيع اتفاقية شراكة بين مؤسسة الإذاعة التونسية ومعرض تونس الدولي للكتاب في دورته التاسعة والثلاثين. إذ تهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز مكانة معرض تونس الدولي للكتاب عبر تغطية إعلامية شاملة من قبل مختلف الإذاعات العمومية التونسية المركزية والجهوية.




We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…