Arabic
French 
مواكبة / محمد رضا البقلوطي
يتجدد اللقاء الإعلامي التي تحتضنه تونس سنويا منذ أكثر من أربعين سنة ليكون خير مناسبة لدعم الإشعاع الإعلامي والفني والتكنولوجي، حيث تنطلق فعاليات الدورة 24 للمهرجان العربي للإذاعة و التلفزيون يوم 26 جوان بحفل افتتاح فني عربي في مسرح قرطاج الأثري ليتواصل المهرجان إلى يوم 29 جوان بفقرات ثرية ومتنوعة ؛فبالإضافة إلى حفلي الافتتاح والاختتام باعتبارهما علامتين بارزتين في تاريخ المهرجان حيث يتم سنويا تكريم نخبة من المبدعين العرب من نجوم الشاشة والإعلاميين وفيهما يتم تتويج المتألقين من المشاركين في المسابقات الاذاعية والتلفزيونية .كما أنهما موعد التمتع بعروض فنية ابداعية عربية حيث مرّ على المهرجان منذ انطلاقه عشرات الفنانين العرب الذين أثّثوا سهرات الافتتاح والاختتام بعروض فنية وموسيقية بمواصفات فنية وتنظيمية عالية مما جذب المزيد من الجماهير وزاد من إشعاع المهرجان ، ليصبح ملتقى للإعلاميين و حدثًا ثقافيًا ينتظره المهنيون و الجمهور بشغف كل عام. ومثلت الدورة السابقة للمهرجان العام الماضي نقلة نوعية بالنسبة الى حفلي الافتتاح والاختتام حيث انتظم الحفل في مسرح قرطاج الأثري ليأخذ المهرجان بذلك طابعًا جماهيريًا مميزًا وبعدًا جديدًا.
يتميز المهرجان كذلك بأنشطة وفعاليات منها المسابقات حيث يتنافس المشاركون في مختلف الفئات مثل الدراما، البرامج الوثائقية، البرامج الحوارية، والبرامج الترفيهية، مع منح جوائز للأعمال المتميزة. وتحظى جوائز المهرجان بمصداقية واسعة نظراً للمنافسة الشديدة والمستوى العالي للأعمال المقدمة واعتماد نظام شفّاف للتحكيم عن بعد بواسطة منصة رقمية أحدثت خصيصا للغرض كما تُعقد ندوات ومحاضرات حول موضوعات حديثة في الإعلام وتقنياته، تجمع خبراء ومختصين عرب وأجانب. وتمثل الندوات فرصة لأهل المهنة وللجمهور كذلك لمناقشة قضايا الساعة والتفاعل بشأنها ومن خصوصيات المهرجان كذلك المعرض ASBU Expo: الذي يمثل مناسبة لعرض أحدث التقنيات والأدوات في مجال الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني. إذ أصبح المعرض منذ عام 2005 جزءًا أساسيًا من المهرجان، ويرافقه سوق للبرامج تعرض فيه شركات الإنتاج أحدث إنتاجاتها وتعقد لقاءات مع ممثلي الهيئات الإذاعية والتلفزيونية لتسويق انتاجاتها.
منارة إعلامية وفنية وتكنولوجية الأعرق والأبرز في الوطن العربي:
ويبقى المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون منارة إعلامية وفنية وتكنولوجية الأعرق والأبرز في الوطن العربي إذ بلغ بحلول عام 2024 سنتهُ الثالثة والأربعين. وهو يشكّل إحدى أهمّ الفعاليات التي دأب اتحاد إذاعات الدول العربية على تنظيمها منذ تأسيسه عام 1981 إلى اليوم. ولا ينفك بحرص على إيلائه اهتمامًا متزايدًا من دورة إلى أخرى بما يجعله علامة مضيئة تميّز أنشطته السنوية المتعدّدة والمتنوّعة، وحدثًا ذا شأن كبير، يجلب إليه الأنظار وأذكر أن في انطلاقة المهرجان تم التركيز على مسابقة البرامج التلفزيونية، ثم شملت مسابقات البرامج الإذاعية منذ بداية التسعينات، حيث تحصلت الإذاعة التونسية على أول جائزة في البرامج الإذاعية في المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون سنة 1993 من خلال الجائزة الأولى التي تحصل عليها برنامج منتدى الشباب بالإذاعة التونسية.
وبهذه الاستمرارية يواصل المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون الإسهام في تطوير الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني العربي والنهوض به، على نحوٍ يساير التحوّلات التي يمرّ بها المشهد الإعلامي السمعي والبصر عموما، ويتلاءم مع المبادئ التي يعمل اتحاد إذاعات الدول العربية على تنفيذها و فتح قنوات التواصل وتيسير سبلها، وتوطيد أواصر التعاون وتبادل الخبرات والتجارب بين المشاركين في مختلف فعاليات المهرجان كذلك إذكاء روح التنافس النزيه بين أصحاب البرامج التلفزيونية والإذاعية، وتكريس النقد البنّاء والموضوعي، بما يساعد على الوصول إلى إنتاج عربيّ تتوفّر فيه مواصفات الجودة والابتكار والإضافة مع حثّ المنتجين في المجالين المرئي والمسموع على الاستجابة أكثر فأكثر للمتطلبات الحقيقية لجمهور المتقبّلين العرب ومزيد التناغم مع آمالهم و انتظار اتهم والتأكيد على ضرورة تنمية الوعي الثقافي والعلمي، والسموّ بالذائقة الجمالية والفنّية في الأعمال التي ينجزونها.
كذلك تحفيز المبدعين على الإنتاج التلفزيوني والإذاعي الجيّد، الذي يسعى إلى التعريف بالحضارة العربية، ويترجم الواقع العربي المعاصر في شتّى مظاهره.
دعم تونس الثابت للعمل العربي المشترك لما فيه خير ومصلحة الشعوب العربية:
من جهة أخرى تتواصل آخر الاستعدادات للجوانب التنظيمية من ذلك انعقاد جلسة عمل مشتركة بين وزارة الشؤون الثقافية بتونس واتحاد إذاعات الدول العربية خصّصت لمتابعة التحضيرات الجارية للدورة 24 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون التي ينظمها الاتحاد من 26 الى 29 من الشهر الحالي بالشراكة مع وزارة الشؤون الثقافية والتلفزة التونسية والإذاعة التونسية وعربسات.
وجرت هذه الجلسة بإشراف وزير الشؤون الثقافية بالنيابة منصف بوكثير ومدير عام الاتحاد المهندس عبد الرحيم سليمان، حيث أكّد الوزير دعم تونس الثابت للعمل العربي المشترك لما فيه خير ومصلحة الشعوب العربية، وهو ما يجسّمه احتضان مقرّات عدد من المنظمات العربية ومنها اتحاد إذاعات الدول العربية الذي تربطه بوزارة الشؤون الثقافية علاقات تعاون عريقة تمّ الارتقاء بها الى مستوى الشراكة .مضيفا أن المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون هو أهم عنوان في هذه الشراكة لما بلغه من مكانة مرموقة وصيت ذائع في العالم العربي ولما يقوم به من دور في دعم العمل العربي المشترك في المجال الاعلامي، مؤكدا أن الوزارة وضعت أفضل ما لديها من فضاءات ثقافية على ذمّة المهرجان وهي مدينة الثقافة ومسرح قرطاج الأثري، ومجدّدا استعداد الوزارة التام لتقديم كل الدعم والمساعدة في شتى مجالات التنظيم لضمان نجاح الدورة الجديدة للمهرجان بما يخدم صورة تونس ويدعم مكانة اتحاد إذاعات الدول العربية من جانب آخر واصلت لجنة الاستماع والمشاهدة للدورة 24 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في أعمالهما على امتداد أسبوعين تمهيدا لانطلاق التحكيم في مختلف مسابقات المهرجان.
كما قامت اللجنة بالاستماع والمشاهدة لكل الأعمال المترشحة سواء في المسابقات الرئيسية أو الموازية للتثبت من مدى تطابق هذه الأعمال مع شروط ومواصفات تلك المسابقات المنصوص عليها في نظام مسابقات المهرجان، علما وان 142عملا إذاعيا و147 عملا تلفزيونيا تتنافس في مسابقات الدورة 24 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون هذا وقد عرض اتحاد إذاعات الدول العربية البوستر الرسمي للدورة 24 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون التي تنتظم من 26 إلى 29 جوان 2024 بمدينة الثقافة ومسرح قرطاج الأثري بتونس.
المهرجان ينظمه اتحاد اذاعات الدول العربية بالشراكة مع وزارة الشؤون الثقافية التونسية والتلفزة التونسية والإذاعة التونسية وعربسات تحت شعار "نصرة فلسطين ".
ويجسد البوستر وشعار الدورة الرسالة القومية النبيلة التي يضطلع بها الاتحاد منذ نشأته في تضامنه مع القضية الفلسطينية حيث تم إدماج ألوان العلم الفلسطيني والكوفية الفلسطينية في شعار المهرجان الذي تبقى رسالته التي بعث من أجلها هي لم شمل المبدعين العرب وتكريمهم ودعم الإنتاج العربي في المجال السمعي البصري وتبادل الخبرات والتجارب إقليميا ودوليا بما يرسخ مكانة الدول العربية ويدعم قضاياها المشتركة ويبرز هويتها وثقافتها...
