مواكبة / محمد رضا البقلوطي
حل أمس بتونس وفد رفيع المستوى من منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، برئاسة الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للمنظمة، في زيارة رسمية، سيلتقي خلالها وفد الإيسيسكو مع رئيس الجمهورية، قيس سعيد، ووزراء الثقافة والتربية والتعليم العالي والخارجية، ونخبة من مثقفي بيت الحكمة التونسي؛ للتباحث في رفع آفاق التعاون بين المنظمة والجمهورية التونسية بمجالات التربية والعلوم والثقافة.
وكانت في استقبال الوفد وزيرة الشؤون الثقافية، أمينة الصرارفي؛ حيث رحبت الوزيرة بالدكتور المالك ووفد الايسيسكو، وتباحثا في سبل تعزيز التعاون الثنائي عبر مشاريع ثقافية عدة، مثمنة أدوار الإيسيسكو في تطوير مجالات الثقافة بدولها الأعضاء وحفظ وصون تراث العالم الإسلامي. وأشارت الوزيرة خلال اللقاء إلى أن تونس التي كانت من مؤسسي هذه المنظمة تطمح إلى تطوير التعاون الثنائي واستثماره في مجالات الثقافة والتراث نظرا لما تزخر به بلادنا من موروث ثقافي مميز ومشترك مع دول العالم الإسلامي.
تونس تحظى بمكانة خاصة في مجالات اختصاص الإيسيسكو:
من جانبه أكد المدير العام للإيسيسكو حرص المنظمة على تعزيز الشراكة المتميزة التي تجمعها بالجمهورية التونسية في مجالات التربية والعلوم والثقافة، مشيرا إلى أن زيارته ستشمل عقد مباحثات رفيعة المستوى حول آفاق رفع مستوى التعاون بين الجانبين خلال الفترة المقبلة، لا سيما في ظل ما تحظى به تونس من مكانة خاصة في مجالات اختصاص الإيسيسكو.
يضم وفد الإيسيسكو كل من رئيس قطاع الثقافة، الدكتور محمد زين العابدين، ورئيس قطاع الإعلام والاتصال أسامة هيكل ورئيس مركز الاستشراف والذكاء الاصطناعي، الدكتور قيس الهمامي ومدير إدارة الشؤون القانونية والمعايير الدولية، محمد الهادي السهيلي، ومدير الأمانة العامة للجان الوطنية والمؤتمرات، الدكتور سالم الحبسي ومديرة إدارة العلاقات العامة والمراسم لبنى أحميمو...
وللإشارة فإن منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة أو الإيسيسكو، هي منظمة متخصصة تعمل في إطار منظمة التعاون الإسلامي، تعنى بميادين التربية والعلوم والثقافة والاتصال في البلدان الإسلامية، لتدعم وتقوي الروابط بين الدول الأعضاء، ومقرها الرباط، والمدير العام للمنظمة هو الدكتور سالم بن محمد المالك.
رسالة حضارية تنهض بها منظمة الإيسيسكوفي مجالات عملها بالتربية والعلوم والثقافة والاتصال:
وعن مراحل تأسيس المنظمة نشير إلى القرار الأعلى الصادر عن مؤتمر القمة الإسلامي الثالث بمكة المكرمة في 25 جانفي 1981، أكد على إنشاء جهاز إسلامي دولي جديد ضمن أجهزة العمل الإسلامي المشترك في إطار منظمة التعاون الإسلامي، يحمل اسم: "المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة".
وفي يوم الأربعاء 30 جانفي 2020 اعتمد المجلس التنفيذي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) في دورته الأربعين، التي جرت أعمالها في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، يومي 29، 30 جانفي 2020 تغيير اسم المنظمة إلى: منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو). وقال الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، إن تغيير اسم المنظمة يهدف إلى رفع الالتباس الشائع بشأن طبيعة مهامها غير الدعوية، وفتح آفاق أوسع لحضورها على الصعيد الدولي، وإن الاسم الجديد يعبر تعبيراً دقيقاً عن طبيعة الرسالة الحضارية، التي تنهض بها المنظمة، في مجالات عملها بالتربية والعلوم والثقافة والاتصال، وعن الغايات والأهداف التي تعمل على تحقيقها.
ومن أهداف المنظمة نذكر :
- تقوية التعاون وتشجيعه وتعميقه بين الدول الأعضاء في مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال، والنهوض بهذه المجالات وتطويرها، في إطار المرجعية الحضارية للعالم الإسلامي، وفي ضوء القيم والمثل الإنسانية الإسلامية.
-تدعيم التفاهم بين الشعوب في الدول الأعضاء وخارجها والمساهمة في إقرار السلم والأمن في العالم بشتى الوسائل ولا سيما عن طريق التربية والعلوم والثقافة والاتصال.
-التعريف بالصورة الصحيحة للإسلام والثقافة الإسلامية وتشجيع الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان والعمل على نشر قيم ثقافة العدل والسلام ومبادئ الحرية وحقوق الإنسان، وفقاً للمنظور الحضاري الإسلامي.
- تشجيع التفاعل الثقافي ودعم مظاهر تنوعه في الدول الأعضاء، مع الحفاظ على الهوية الثقافية وحماية الاستقلال الفكري.
- تدعيم التكامل والتنسيق بين المؤسسات المتخصصة التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي في مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال وبين الدول الأعضاء في الإيسيسكو، وتعزيز التعاون والشراكة مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية المماثلة وذات الاهتمام المشترك، داخل الدول الأعضاء وخارجها.
- الاهتمام بالثقافة الإسلامية وإبراز خصائصها والتعريف بمعالمها في الدراسات الفكرية والبحوث العلمية والمناهج التربوية.
- العمل على التكامل والترابط بين المنظومات التربوية في الدول الأعضاء.
- دعم جهود المؤسسات التربوية والعلمية والثقافية للمسلمين في الدول غير الأعضاء في الإيسيسكو.
هذا وينصّ ميثاق منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة على أن كلَّ دولة عضو في منظمة التعاون الإسلامي، تصبح عضواً في الإيسيسكو بعد توقيعها رسمياً على الميثاق، وبعد استكمال الإجراءات القانونية والتشريعية لقرار الانضمام وإشعار الإدارة العامة للإيسيسكو بذلك خطياً، ولا يحق لأي دولة غير عضو أو غير مراقب في منظمة المؤتمر الإسلامي، أن تكون عضواً بالإيسيسكو. وقد بلغ عدد الدول الأعضاء في المنظمة الإسلامية حتى الآن أربع وخمسون (54) دولة، من مجموع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي البالغ عددها سبعاً وخمسين (57) دولة، وتعتبر تونس من الدول الرائدة بكسب عضويتها بالمنظمة سنة 1982.