مواكبة / محمد رضا البقلوطي
اجتمعت عديد الكفاءات العربية من نساء رائدات وخبراء واساتذة محاضرين في تظاهرة علمية وتقييمية متميزة من خلال مؤتمر المرأة تحت شعار: قمة المرأة العربية للريادة والأعمال من 20 إلى 22 جويلية 2025 بالحمامات. بمبادرة وتنظيم من مجلس المرأة العربية للتدريب التمكين بالجزائر بالشراكة مع المعهد العالي للإعلامية والتصرف بالقيروان. علما وان مجلس المرأة العربية مؤسسة تابعة لمجلس التعاون العلمي تعنى بتطوير المهارات القيادية والاقتصادية للمرأة عبر برامج تدريبية متخصصة ومبادرات نوعية.
وشهد المؤتمر برنامجا ثريا ومتنوعا من خلال مداخلات وورشات تكوينية نظرية وتطبيقية ساهم في إثرائها كفاءات من عديد الدول نذكر: السعودية، الجزائر، تونس، الإمارات العربية المتحدة، الأردن وليبيا.. في إطار تعزيز التعاون العربي وتمكين المرأة في القطاعات الاقتصادية والاستثمارية. إذ تسجل المرأة العربية حضورا متزايدا في مجالات العلوم والريادة وتحقيق أفضل النتائج والمبادرات على الصعيد العربي والدولي خاصة في مجال الأعمال في ظل التحول الرقمي وللوقوف على المسار التفاعلي للمرأة.
تعزيز ثقافة الريادة والتمكين في عالم الأعمال:
وقد تضمنت أشغال المؤتمر عدة محاور مهمة حول المرأة والرؤية الريادية من التخطيط إلى التنفيذ بهدف تعزيز ثقافة الريادة والتمكين في عالم الأعمال.
في الجلسة الافتتاحية رحب د. قاضي هشام مدير عام مجلس المرأة بالمشاركين والمشاركات مركزا على أن هذه القمة دعما حقيقيا لمسيرة المرأة العربية نحو الريادة والتميز وشكل حافزا لمواصلة العمل على بناء فضاءات عربية محفزة للإبداع والابتكار وتمكين المرأة اليوم أصبح ضرورة إستراتيجية لتحقيق التقدم الاقتصادي القوي وتوفير فرص التدريب والعمل في المجال الاقتصادي لتحقيق التنمية المستدامة.
من جانبها أكدت د. حفيظة مريوه المنسقة العامة للمؤتمر حول رائدات الأعمال نائبة المدير المكلفة بالعلاقات الخارجية والإعلام على أن هذا الحدث ليس مجرد تظاهرة رسمية بل هو مساحة تفاعلية ترتقي على درب الطموح وتمزج الرؤيا بالإرادة وتعزيز الفعل بالمعرفة لصنع التغيير وتحقيق التنمية المستدامة في مجتمعاتنا العربية. وأضافت أن هذه القمة تمثل فضاء تفاعليا لتبادل التجارب وبحث سبل تمكين المرأة اقتصاديا، وتعزيز حضورها في ريادة الأعمال على المستوى الإقليمي.
وبدوره أكد د. محمد الصحبي مدير التربصات بالمعهد العالي للإعلامية والتصرف بالقيروان (جامعة القيروان) على أن عملية الدعم ومساندة المرأة من أجل الوصول إلى تعزيز قدراتها الفردية من أجل رسم مستقبل مشرف ومستنير. ودعما للمرأة للمشاركة الإيجابية في بناء إستراتيجيات ساهم في تطوير العجلة الاقتصادية عبر ريادة الأعمال والريادة الاجتماعية.
تمكين المرأة في ظل التحول الرقمي واستراتيجيات التجارة الألكترونية:
وقد أدار الدكتور أنور حاميم بن سليم خبير تطوير مؤسسي وتأهيل قيادات مدير عام أكاديمية الابتكار العالي بدولة الإمارات العربية المتحدة ورشة تفاعلية حول تمكين المرأة في ظل التحول الرقمي ... وبدورها قامت الدكتورة مروة بن سلمان آل صلاح مطورة للمدن الذكية باستخدام الذكاء الصناعي بتنشيط ورشة حول آليات تطوير وابتكار المنتجات في حين أدار أ. زياد بوحجبة خبير في التجارة الألكترونية والتسويق الرقمي، ورشة حول مبادئ واستراتيجيات التجارة الإلكترونية...
فالتجارة الإلكترونية (E-commerce) هي عملية بيع وشراء المنتجات أو الخدمات عبر الإنترنت. تتضمن جميع الأنشطة التجارية التي يمكن إجراؤها عبر الإنترنت، مثل البيع بالتجزئة والجملة، والبيع المباشر، والمزادات عبر الإنترنت، والإعلان والتسويق، وخدمات الحرفاء، والمعاملات المالية الإلكترونية...وخلال الورشة تم التعرض إلى عديد الجوانب من بينها كيفية انطلاق التجارة الإلكترونية من الصفر؟ من ذلك اختيار المكان المناسب، وتحديد الجمهور المستهدف، نوع سير المنتجات.
إنشاء اسم وأصول العلامة التجارية، اختيار منصة التجارة الإلكترونية، بناء موقع التجارة الإلكترونية الخاص، تحسين الموقع باستمرار... هذا وقد تعددت ورشات القيادة، التخطيط، والتسويق الرقمي والريادة ...
ولقد مثلت مختلف المشاركات ضمن جهود إقليمية لتعزيز تمكين المرأة العربية في مختلف المجالات، حيث يُعَد مجلس المرأة العربية للتدريب والتمكين مؤسسة تابعة لمجلس التعاون العلمي العربي، تُعنى بتطوير المهارات القيادية والاقتصادية للمرأة عبر برامج تدريبية متخصصة ومبادرات نوعية. كذلك تأكيدًا على الالتزام المستمر بدعم وتمكين المرأة العربية، وتعزيز حضورها في ساحة القيادة وصناعة القرار.

المرأة شريك أساسي في مسيرة التنمية الشاملة:
وقد عكس هذا المؤتمر وعيا متزايدًا بأهمية مشاركة المرأة في مسيرة التحول الرقمي والتنمية الاقتصادية من خلال تسليط الضوء على أبرز التحديات التي تواجهها واستكشاف الفرص المتاحة لتعزيز مشاركتها في هذا المجال المتسارع. ثم أن المرأة شريك أساسي في مسيرة التنمية الشاملة، بالاعتماد على توفير البيئة التشريعية والمؤسسية التي تضمن مشاركتها الفاعلة في مختلف القطاعات، وخصوصًا في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الذي يُعد اليوم من أسرع القطاعات نموا وأكثرها تأثيرًا.
كما أن التحولات الرقمية العالمية تتطلب دورًا أكبر للمرأة في قيادة الابتكار والتطوير التكنولوجي ما يتطلب مواكبة هذا التطور كي تصبح المرأة العربية منتجة للتكنولوجيا، وتعتبر مثل هذه اللقاءات فرصة لإنجاز منصة تفاعلية للحوار وتبادل الخبرات بين المشاركين والمشاركات من مختلف الدول والقطاعات. وعرض لمشهد الأعمال الرقمية والفرص المتاحة للمرأة في الأسواق الناشئة، ثم إن هذا المؤتمر جاء في توقيت مفصلي مهم للغاية في الاقتصاد العالمي الذي يتمحور حاليا حول "الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الرقمي والذكاء الصناعي".
ثم أن التحول الرقمي يعيد تعرفة مفاهيم الانتاج والتوظيف ومتطلبات السوق ويوجد تغيير جذري في بيئة الأعمال يحتاجه السوق، ما يتطلب وجود كفاءة ومهارات تقنية وابداع لدى المرأة العربية.
وبفضل الاقتصاد الرقمي تفتح مجالات غير تقليدية أمام المرأة وهناك العديد من الفرص الاستثمارية والعمل، إذ أن التحدي الأبرز أمام تمكين المرأة اقتصاديا هو الوصول إلى التمويل المناسب، ووجود فجوة بين التعليم وحاجة السوق.
تعزيز مهارات ريادة الأعمال لدى النساء من خلال التدريب الرسمي والتطوير التعليمي:
عديد المؤسسات مكرَّسة لتمكين النساء في المنطقة العربية قصد إعدادهن لبدء مشاريعهن، من جمعيات ومنظمات كثيرة تشهد مشاركة نشطة من جانب المرأة. ولهذه الجهود أهمية محورية في تعزيز مهارات ريادة الأعمال لدى النساء من خلال التدريب الرسمي والتطوير التعليمي.
إذ تتمتع المرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمزايا كثيرة، ويكمن مفتاح النجاح في الثقة. ففي حالة الافتقار إلى الثقة، لن يستثمر أحد في الشركة، لذلك لا بد للمرأة أن تغتنم الفرصة التي تتيحها السوق وأن تسعى للوصول إلى مسعاها. فلا وجود للقيود إلا في الأذهان، وإذا استمالت الأفكار المُقيِّدة، فسيكون السلوك مُقيَّداً وسيُفضي إلى تأثير محدود.
وللتعليم دور في غرس الثقة في النساء وإكسابهن سمات ريادة الأعمال، كما أن تشجيع النساء على خوض غمار الأعمال التجارية وزيادة عدد رائدات الأعمال سيكفل تحقيق مكاسب اقتصادية عالمية، إلى جانب توجيه الخطاب بشكل يُفضي إلى تسريع وتيرة المساواة.
وبخصوص الشركات الناشئة التي تبعثها المرأة فإن الأمر لا يتعلق بالمنافسة بين الرجال والنساء، بل يتعلق بالتنوع والشمول وتحقيق التوازن الذي من شأنه أن يسهم في تحسين اتخاذ قرارات مستنيرة. وهذه سوق غير مستغلة تنطوي على إمكانات كثيرة، إلا أنها تعاني من نقص الخدمات على الرغم من إسهامها الكبير في النمو الاقتصادي. ولا تزال ساحة الابتكار وريادة الأعمال في جميع أنحاء العالم يهيمن عليها الرجال، في حين أن النساء عليهن أن يبذلن جهداً مضاعفاً للظهور على تلك الساحة...
