Written by  Aysha Debbish تموز 28, 2025 - 66 Views

صوت الوطن في عيد الجمهورية… لطيفة تُبدع على ركح قرطاج

في ليلة استثنائية امتزجت فيها الموسيقى بالحب والوطن، اعتلت الفنانة التونسية لطيفة العرفاوي ركح المسرح الأثري بقرطاج، مساء 25 جويلية 2025، لتقدم عرضًا فنيًا نابضًا بالعاطفة والانتماء، احتفاء بالذكرى الثامنة والستين لإعلان الجمهورية التونسية. تحت قيادة المايسترو يوسف بلهاني ومرافقة الفرقة الوطنية للموسيقى، وأمام جمهور غفير، غنت لطيفة لتونس من القلب، بأجمل ما في ذاكرتها الغنائية، وأصدق ما في وجدانها.
 
"أهيم بتونس الخضراء حبًا فاق عن ظني"... بهذه الكلمات افتتحت لطيفة أمسيتها، مضيفة : "الكلمات لا تفي إحساس السعادة الذي يعتمل بداخلي"، لتعلن منذ البداية أن هذه الليلة ليست مجرد حفلة بل موعد وجداني بين ابنة البلد وجمهورها.

تألقت لطيفة على الركح وهي تغني باقة من أشهر أغانيها: "يا ولد بلادي"، "يا سيدي مسي علينا"، "بالعربي"، "ما تروحش بعيد"، "غرامك"، "أحلى حاجة فيا"، "حبك هادي"، و"إن شاء الله"... أما جمهور قرطاج، فقد تفاعل بحماس وردد الأغاني التي يحفظها عن ظهر قلب، طالبًا المزيد. ولم تخيّب لطيفة رجاءه، فلبّت النداءات بعفوية وفرح، وحوّلت المسرح إلى مساحة من الفرح الجماعي والانصهار الوجداني.

ولم تغفل لطيفة عن القضايا الإنسانية، حيث أدت أغنيتها الجديدة "يالي مروح" التي تلامس وجع الغربة ومعاناة غزة، ورافقتها فيها صور العلم الفلسطيني إلى جانب العلم التونسي، في رسالة قوية تؤكد أن الفن الحقيقي لا ينفصل عن قضايا الأمة. كما قدّمت أغنيتي "رد الباب" و"Sorry" ضمن أحدث إنتاجاتها.
الحفل جاء بعد شهرين من التحضيرات الدقيقة التي تولتها الفنانة مع فريق تقني تونسي-فرنسي، ورافقتها سينوغرافيا بصرية مبهرة احتفت بمواقع تراثية تونسية، ولوحات كوريغرافية قدمها "بالي سهام بلخوجة"، أضفت على العرض بعدًا جماليًا راقصًا يتناغم مع إيقاع الأغاني ومضامينها.

وفي ندوة صحفية تلت الحفل، تحدثت لطيفة عن أهمية هذا العرض في مسيرتها، مؤكدة أنها تشعر وكأنها تبدأ رحلة فنية جديدة بفضل جمهور قرطاج الذي وصفته بـ"الاستثنائي" لما يمتلكه من ذائقة راقية. كما أشادت بالدور الفعّال لمنصات التواصل الاجتماعي في إبراز الفنانين، وأعربت عن رهانها المستمر على الطاقات الشبابية، التي منحت أعمالها المعاصرة نفسًا متجددًا.

وفي لفتة تقدير، توجهت بالشكر إلى وزيرة الشؤون الثقافية، السيدة أمينة الصرارفي، لحضورها ومواكبتها العرض، مشيدة بدعم الوزارة للفن والفنانين.

أربعة عقود من الفن، من العطاء، من التجديد... تختصرها لطيفة العرفاوي بصوتها وروحها، بصبرها وإصرارها، بتجربتها الغنية الممتدة بين الشرق والغرب، بين البداوة والجاز، بين الطرب الأصيل والإيقاعات الحديثة. ومع كل عرض، تؤكد أنها لم تغب يومًا عن تونس، بل كانت دوما حاضرة، تغني للوطن، وتنتصر لثقافة الفرح والأمل.

Contact Info (2)

  • Lorem Ipsum is simply dummy text of the printing and typesetting industry. Lorem Ipsum is simply dummy text of the printing and typesetting industry.
  • No 1123, Marmora Road, Glasgow, D04 89GR.
  • (801) 2345 - 6788 / (801) 2345 - 6789
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Top
We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…