Written by  محمد رضا البقلوطي كانون2 03, 2025 - 1252 Views

تكاثف الجهود ليكون 2025 عام التفاؤل المتجدد والابتكار الاستراتيجي في مجال الصحة الرقمية والطب عن بُعد

متابعة / محمد رضا البقلوطي
 
إذا كان عام 2024 بمثابة شهادة على المرونة والتقدم الجماعي في مجال الرعاية الصحية، فإن عام 2025 هو عام التفاؤل المتجدد والابتكار الاستراتيجي. إذ شهدت الصحة الرقمية والطب عن بُعد نموًا غير مسبوق سنة 2024، مما أدى إلى تحسين وصول المرضى وراحتهم. حيث أحدث الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات ثورة في التشخيص والعلاج، مما أدى إلى زيادة الدقة مع خفض التكاليف؛ وتوقع استمرار التوسع في الرعاية الافتراضية، مع توسع الطب عن بعد ليشمل خدمات متخصصة. وستعمل الحلول التي تعمل بالذكاء الاصطناعي على تبسيط سير العمل في المستشفيات واتخاذ القرارات السريرية، في حين تتجاوز العلاجات القائمة على الجينوم التشخيص إلى علاجات شخصية.
 
قطاع الرعاية الصحية يشهد ثورة رقمية:
 
كما يشهد قطاع الرعاية الصحية ثورة رقمية مع تبنّيه المنصات الرقمية بشكل متزايد بهدف تحسين جودة الخدمات وخفض التكاليف وتعزيز كفاءة العمليات. تلعب المستشفيات دورًا رياديًا في هذه الثورة من خلال دمج المنصات الرقمية، فباتت تلجأ بشكل متزايد إلى اعتماد المنصات الرقمية للرعاية الصحية ودمجها بهدف رقمنة جوانب مختلفة من عملياتها وتحسينها. إذ تلعب المنصات الرقمية للرعاية الصحية دورًا رئيسيًا في تحديث العمليات التشغيلية للمستشفيات وتحسين رعاية المرضى ودفع عجلة الابتكار في قطاع الرعاية الصحية مع التنفيذ الجيد والدمج الفعال لهذه المنصات الذي يعتبر اليوم ضمن الأولويات الرئيسية للمستشفيات والأنظمة الصحية.

ومن المتوقع أن نشهد المزيد من الابتكارات في هذا المجال إذ يمكن للمريض استقبال الرعاية التمريضية اللازمة من دون الحاجة إلى التوجه إلى المستشفى أو العيادة، بل فقط من خلال مكالمة فيديو أو تطبيق على الهاتف المحمول. كذلك فإن مستقبل التمريض عن بُعد واعد إلى حد كبير، حيث يتوقع أن يشهد المزيد من التطورات والتوسع في السنوات القادمة. مع تطور التكنولوجيا، من المتوقع ظهور المزيد من التطبيقات الذكية والأجهزة القابلة للارتداء التي ستساهم في تحسين تجربة المريض. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساهم الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الصحية وتقديم توصيات علاجية أكثر دقة؛ فالذكاء الاصطناعي يمثل ثورة في مجال التمريض عن بُعد ويوفر أدوات قوية لتحسين الرعاية الصحية المقدمة للمرضى، بحيث يمكن تحليل كميات هائلة من البيانات الطبية للمريض، بما في ذلك السجلات الصحية، والفحوصات المخبرية، والأجهزة القابلة للارتداء، لتحديد الأنماط والاتجاهات التي قد لا يلاحظها الإنسان. كل هذه المميزات تساعد الممرض على اتخاذ قرارات أكثر دقة بشأن خطط الرعاية. وبفضل ما يمنحه الذكاء الاصطناعي من استخدام خوارزميات التعلم الآلي لتحديد علامات المرض المبكرة في الصور الطبية والبيانات الحيوية، فإن هذه الميزة تسمح للممرض بقراءة المؤشرات التي تساعده على التدخل المبكر قبل تطور الحالة وبالتالي تقديم العلاج الفعال.
 
فوائد الذكاء الاصطناعي في مجال التمريض عن بُعد:
 
كما يمكن للذكاء الاصطناعي تطوير خطط رعاية مخصصة لكل مريض بناءً على بياناته الصحية الفردية، ما يزيد من فعالية العلاج ويحسن نتائجه؛ إضافة الى تحسين التواصل بين الممرضين والأطباء والمختصين الآخرين لضمان تقديم رعاية متكاملة للمريض. من فوائد الذكاء الاصطناعي في مجال التمريض عن بُعد هو إيجاد ما يسمى بـالمساعد الافتراضي بحيث يمكن تطوير مساعدين افتراضيين يمكنهم الإجابة على أسئلة المرضى، وتقديم التوجيهات، وتذكيرهم بمواعيد الأدوية، ما يوفر وقت الممرضين ويحسن تجربة المريض. ويحظى المريض بالمراقبة المستمرة من خلال الأجهزة الطبية المتصلة بالإنترنت والمجهزة بالذكاء الاصطناعي التي تسمح بمراقبة حالة المرضى على مدار الساعة، وإرسال تنبيهات في حالة حدوث أي تغييرات مهمة.

استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي لتحسين دقة التشخيص والعلاج:
 
كما يمكن مستقبلا تحسين جودة الرعاية الصحية عبر استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي لتحسين دقة التشخيص والعلاج، وتسهيل تبادل المعلومات الطبية بين مقدمي الرعاية لتنسيق أفضل للرعاية. كل ذلك يساعد على تقليل الأخطاء الطبية من خلال التنبيهات والتحذيرات الإلكترونية. قصد تعزيز الراحة والرضا للمرضى وتحسين تجربتهم من خلال تبسيط الإجراءات وتقليص فترات الانتظار وتوفير الترفيه والتواصل الاجتماعي مع المرضى خلال إقامتهم في المستشفى. كما تلعب المنصات الرقمية دورًا محوريًا في تحسين عمليات المستشفيات والخدمات المقدمة للمرضى وذلك من خلال، توفير المنصات الرقمية لسجلات طبية إلكترونية مركزية للمرضى تسمح بالوصول السهل والآمن إلى المعلومات الطبية للمرضى من قبل الأطباء والممرضين، وتساعد في تنسيق الرعاية الصحية عبر مختلف أقسام المستشفى ، وقد شاهدنا انطلاقة مشجعة في عديد المستشفيات بدءا من تجربة رائدة بمستشفى الحبيب ثامر بتونس لتشمل مؤسسات صحية عمومية أخرى كمستشفى شارل نيكول بتونس والحبيب بورقيبة صفاقس دون أن ننسى مصحة الضمان الاجتماعي حي الخضراء من خلال اعتماد منظومة رقمية  منذ سنوات تسهل على المريض الحصول على الدواء بصفة آلية وسريعة ..فيحبذا لو يقع تعميم السبل الكفيلة لآفاق جديدة للابتكار في الممارسات والخدمات الصحية، وتمكّن من تبني التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز. وبشكل عام، المنصات الرقمية التي تلعب دورًا أساسيًا في تحويل عمليات المستشفيات وتحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى كذلك تساعد في تحسين العمليات التشغيلية للمستشفى وتقليل التكاليف، وتسمح بالأتمتة والرقمنة للعديد من الوظائف الإدارية. كما تحسّن التعاون والتنسيق بين مختلف أقسام المستشفى...
 
إنشاء نظام إدارة الجودة من خلال رقمنة الخدمات الصحية بمستشفى الحبيب ثامر:
 
من جانب آخر وتبعا للجهود المبذولة من طرف المؤسسات الاستشفائية العمومية في مجال الرقمنة :

نظم المستشفى الجامعي الحبيب ثامر مؤخرا يومه العلمي الثالث عشر لفائدة الطاقم الطبي وشبه الطبي والإداريين والعاملين تحت شعار "مقاربة الجودة لتعزيز ثقافة الجودة، مواجهة التحديات المشتركة وتبادل الخبرات. حيث شكل هذا اليوم العلمي الذي شهد مشاركة 450 طبيبا وإداريا وشبه طبي وعاملا، تتمثل في تطبيق منهج الجودة للحصول على الاعتماد من الهيئة الوطنية للتقييم والاعتماد الصحي (INEAS). علاوة على ذلك، قدم المستشفى ملف اعتماده إلى الهيئة قبل نهاية عام 2023 ويستعد حاليًا لجميع مراحل التقييم. كما وضع المستشفى أسس الجودة من خلال خلية الجودة واللجنة التوجيهية المحدثة سنة 2021 وتدريب نخبة من الأطباء والإداريين والمسعفين في مجال منهج الجودة. حيث أنشأ المستشفى نظام إدارة الجودة من خلال رقمنة الخدمات الصحية مثل السجلات الطبية والتسجيل والمواعيد والوصول عن بعد، وذلك لتسهيل الخدمات للمرضى. إضافة إلى وجود مشاريع جارية لتحسين البنية التحتية والتجهيزات وجودة الخدمات.

كما تضمن هذا الحدث العلمي عروضا حول الاعتماد والجودة والرقمنة في الخدمات الصحية، كذلك    ورشات عمل خصصت للطاقم الطبي وشبه الطبي والإداريين. حول نهج الجودة في التخصصات المختلفة لتحقيق الاعتماد في مجال الرعاية الصحية بتجاوز المهارات والقدرات. والاعتماد بشكل أساسي على الرحلة الطبية والتنظيم والمعاملات ورضا المرضى.
 
اعتماد الرقمنة لتحسين حوكمة المؤسسات الصحية وتعزيز الشفافية:
 
و للإشارة فإن وزارة الصحة تتابع عن كثب تقدم مشاريع الرقمنة في القطاع الصحي ومناقشة الخطط المستقبلية. من منطلق الدور المحوري للرقمنة في تحسين حوكمة المؤسسات الصحية وتعزيز الشفافية والكفاءة التشغيلية، وتسخير جميع الموارد المتاحة لتنفيذ المشاريع الرقمية في أسرع وقت. وقد بلغت في مرحلة أولى نسبة رقمنة الأقسام 92% في المستشفيات الجامعية و77% في المستشفيات الجهوية، مما ساهم في تعزيز الكفاءة والوصول إلى المعلومات الصحية. وبالنسبة للبنية التحتية الرقمية فقد تم ربط 295 مؤسسة صحية بشبكة الصحة الوطنية بسرعة تصل إلى 200 ميغابايت/ثانية، مع خطة مستقبلية لربط 2100 مركز رعاية صحية أساسية؛ في انتظار استكمال عدة مبادرات لضمان التحول الرقمي الشامل من ذلك تعميم استخدام منظومة المواعيد عن بُعد في جميع المؤسسات الصحية وتطوير وتوسيع خدمات الطب عن بُعد لتوفير الرعاية الصحية المتخصصة كذلك رقمنة كافة مؤسسات الخط الأول لتحسين تقديم الخدمات...



Contact Info (2)

  • Lorem Ipsum is simply dummy text of the printing and typesetting industry. Lorem Ipsum is simply dummy text of the printing and typesetting industry.
  • No 1123, Marmora Road, Glasgow, D04 89GR.
  • (801) 2345 - 6788 / (801) 2345 - 6789
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Top
We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…