بداية الاعتداء النووي على أمريكا

إذا بدت ظاهر تؤكد بأن هناك اعتداء نووي على الولايات المتحدة الأمريكية ببداية، القائد العام سوف يقوم بنقل الرئيس الأمريكي، إلى مكان آمن، حيث لديه مجموعة من الملاجئ تحت تصرفه، أحدها تحت البيت الأبيض، حيث تم تجهيز مساحة محصنة منذ خمسينيات القرن الماضي، وتم إخفاء آخر بعيدا في جبال "بلو ريدج" في ولاية فرجينيا.

وهناك ملجأ بدائي في منتجع مار أ لاغو، في فلوريدا، وآخر كان يستخدم في الأصل كمخزن للقنابل في ملعب للغولف في مدينة ويست بالم بيتش.

لا حماية للرئيس الأمريكي من الاعتداء النووي

لا يوجد ملجأ قادر على الصمود في وجه ضربة نووية مباشرة، على الرغم من كل البراعة التي تجهز بها هذه الملاجئ.

ويقول كينيث روز، مؤلف كتاب "أمة واحدة تحت الأرض: المأوى النووي في الثقافة الأمريكية": "ليس ثمة أي دفاعات تصمد بوجه الانفجار الهائل والحرارة الناجمة عنه".

وإذا نجا الرئيس من الهجوم الأولي، وكان الملجأ مفيدا في هذه الحالة، فإنه سيحتاج إلى مكان آمن حيث يمكنه أن يقود البلاد منه، حتى لو كانت النيران تستعر في بقية أرجاء العالم.

ويخدم بناء الملاجئ والمخابئ، سواء للرؤساء أو لعامة الناس، غرضا آخر، ألا وهو أن يجعل من السهل على الأمريكيين الحديث عن رؤوس حربية ذرية أو نووية، جاعلا مالا يمكن تصوره، أي حرب نووية عالمية، أمرا قابلا للتصور.

وقد حاول مسؤولون في وكالة الدفاع المدني أن يعمموا نظام الملاجئ في كافة أرجاء البلاد، وقد بُني بعضها لموظفي الحكومة والبعض الآخر للعامة، وعلى سبيل المثال، أشرف المسؤولون في الستينات على بناء ملجأ نووي ضخم في مدينة لوس آلتوس في ولاية كاليفورنيا.

وعلى الرغم من ذلك، بنى بعض الأشخاص ملاجئهم الخاصة. و شيدت الآلاف من تلك الملاجئ، كما كشفت أستاذة التاريخ لورا ماكناني أثناء بحثها لإعداد كتابها حول هذا الموضوع المعنون "الحرب النووية".

 وتقول ماكناني تعليقا على بناء الملاجئ الخاصة "أصبح بناء الملاجئ مسؤولية الأسرة النووية".

وشهد خريف عام 1961، البدء ببناء مخبأ رئاسي آخر، للرئيس جون كينيدي في ولاية فلوريدا، على بعد 10 دقائق من منزل بالم بيتش حيث كان يقيم كينيدي في كثير من الأحيان.

كان المخبأ يعرف باسم فندق ديتاشمنت، وبلغت كلفة بنائه 97 ألف دولار أمريكي، وفقا لتقرير للكونغرس عام 1973.