نظم اتحاد إذاعات الدول العربية اليوم ندوة إخبارية حول الاخبار الزائفة في "تغطية الحروب والأزمات، ومن محاورها الحرب الهجينة المعلومات سلاح اسرائيل في حرب غزة " وكيف تعامل منصات التحقيق من الأخبار مع المعلومات من ذلك الحرب على غزة والكوارث الطبيعية والتي من بينها الزلازل في كل من سوريا والمغرب كذلك اعصار ليبيا.
إذ ان هذه الكوارث تمثل اهتمامات الرأي العام والبحث عن تداعياتها وتأثيراتها لتصبح من المواضيع التي يتطلع اليها المتقبل ومع انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبح له التأثير الكبير من خلاله على إنتاج المعلومات المضللة في حرب غزة. هذه المحاور التي أثراها الخبيران د. أسامه عبد الله من فلسطين ود. أروى الكعلي من تونس. بالإضافة إلى مداخلة م.سمير الجميعي.
كانت فرصة للحوار حول ظاهرة الاخبار الزائفة والتي توسعت خلال الفترة الأخيرة لارتباطها بتغطية الحروب والأزمات وتحولت إلى ظاهرة أصبحت من المشاغل المهنية الحارقة في ظل التوترات والظروف الصعبة التي نعيشها مع وقع الشدائد التي اجتاحت مختلف ارجاء المعمورة وفي طليعتها العدوان الإسرائيلي الغاشم على فلسطين ولبنان، وما يرافقه من تضليل إعلامي ممنهج. هذا وتعتبر الأخبار الزائفة من أخطر الأسلحة فتكا بالدول والمجتمعات وذلك لما تشكله من خطر على نفسية وعقل الإنسان واستقرار وأمن المجتمع باعتبار انتشارها غير المتحكم فيه في ظل هيمنة مواقع التواصل الاجتماعي وهو ما يدعو الى مواجهتها وتوعية الرأي العام بكيفية التعاطي معها خصوصا لما تشكله الأخبار زمن الازمات من اهتمام ومتابعة.
الأخبار الزائفة واحدة من أبرز التحدّيات التي تواجه الإعلام زمن الحرب:
وبالتالي فإنه في زمن الحروب، تشتدّ الصراعات وتتعقّد الأزمات، فيُصبح الإعلام سلاحاً ذا حدَّين، إذ تُستخدم المعلومات الزائفة لتوجيه الرأي العام وتشويه الحقائق، ممّا يتطلّب فهماً عميقاً لأساليب مكافحة هذه الظاهرة. إذ تعكس التحدّيات المتمثلة في الأخبار المضلّلة خلال النزاعات المسلّحة تأثيراً مباشراً على المدنيِّين والصحافيِّين على حَدٍّ سواء، ممّا يعزِّز الفوضى ويُشوِّش الحقائق. كما يلعب الإعلام دوراً أساساً في تشكيل الرأي العام خلال فترات الحرب، إذ يُستخدم كوسيلة لتعزيز الروح الوطنية وتوجيه الرسائل السياسية.
كما تُعتبر الأخبار الزائفة واحدة من أبرز التحدّيات التي تواجه الإعلام في زمن الحرب. وتشير الدراسات إلى أنّ نسبة من البالغين في بعض الدول شاركوا أخباراً زائفة، سواء عن علم أو من دون علم. هذه المعلومات الكاذبة تُنشر عمداً لتضليل الجمهور، وغالباً ما تُستخدم لأغراض سياسية أو اقتصادية. ويمكن أن تؤثّر الأخبار الزائفة على سلوك الأفراد وتشكيل آرائهم حول القضايا السياسية والاجتماعية.
كما أن صناعة ونشر الأخبار الزائفة ليست وليدة اليوم، بل يقترن تاريخها بتاريخ الأخبار نفسها، حيث على سبيل المثال في نهاية القرن التاسع عشر انتشر مصطلح "الصحافة الصفراء" وهو تجسيد لمفهوم الأخبار الزائفة، وتقوم الصحافة الصفراء على مبدأ تضخيم الحقائق والمبالغة فيها أو محاولة تشويهها، وفقا لمصالح معينة تكون إما ضد أشخاص معينين، أو في سبيل مصالح سياسية أو اقتصادية أو حتى مجتمعية، وأُعيد مصطلح الأخبار الزائفة، إلى الواجهة في السنوات الأخيرة ...
وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار الزائفة:
كما كشفت دراسة حديثة ، أن انتشار الأخبار الكاذبة والإشاعات على وسائل التواصل الاجتماعي أسرع بكثير من الأخبار الحقيقية، حيث أوضحت الدراسة أن هذا الانتشار يعود إلى قدرة هذا النوع من الأخبار الكاذبة أو المضلّلة على خلق مشاعر الخوف أو الاندهاش الكبير لدى القراء والمتابعين، مما يضاعِف إقبال الناس على قراءتها ومشاركتها مع آخرين، وقد لقى هذا النوع من الأخبار ضالته في انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب سهولة الولوج إليها، ووفرة الإمكانيات اللوجستية والتقنية كاللوائح الإلكترونية والهواتف الذكية، حيث أصبحت تعرف طفرةً مضاعفة وعابرة للحدود، وذلك لطبيعة هذه المنصات المساعدة على النشر دون تكلفة ودون رقابة، كما تساعد طبيعتها المثيرة للجدل في الانتشار بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال بحثهم عن السبق في نشر الأخبار، خصوصا إذا تعلق الموضوع بقضايا تستأثر باهتمام الرأي العام، سعيا منهم إلى حصد المزيد من الإعجابات والمشاركات والتعاليق، بغية كسب قاعدة جماهيرية على هذه المنصات بهدف تصنيفهم ضمن خانة "المؤثرين".
بعث منصة عربية للعمل على التدقيق في المعلومات وصياغة مدونة تحريرية تضم المصطلحات:
وخلال أشغال الندوة حول الاخبار الزائفة في "تغطية الحروب والأزمات، تم تقديم جملة من المقترحات منها الدعوة إلى بعث منصة عربية للعمل على التدقيق في المعلومات وصياغة مدونة تحريرية تضم المصطلحات التي يجب استخدامها في الأعمال الصحفية المخصصة لتغطية الأزمات الحروب. مع ضرورة تكثيف إنتاج ونشر التحقيقات والأعمال الصحفية المعمقة لمواجهة ظاهرة المغالطة وتزييف الأخبار والتحقق من المعلومات باعتبار أن الإعلام يعد مكونًا رئيسًا من مكونات استراتيجية مواجهة الأزمات، فهو أحد الوسائل التي تؤثر في تشكيل معارف واتجاهات الرأي العام تجاه الأزمة. ويقوم الإعلام بدور مهم في المراحل المختلفة للأزمة، وهي مرحلة نشر المعلومات ومرحلة تفسير المعلومات والمرحلة الوقائية إذ أن الأزمات مادة ثرية لوسائل الإعلام الجماهيرية؛ حيث تحظى بتغطية موسعة تستجيب لحاجة الجماهير للمعرفة...