مواكبة / محمد رضا البقلوطي
يلعب قطاع الإعلام دورًا هامًا في تشكيل الرأي العام، ويسهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بالإضافة إلى دوره في بناء الوعي الثقافي والمجتمعي من خلال نشر الأخبار والمعلومات وتحليل الأحداث، مما يساهم في بناء وعي الجمهور بالقضايا الهامة والتي من بينها مواجهة التغير المناخي لذلك نظم اتحاد إذاعات الدول العربية بالتعاون مع شبكة الإعلام العراقي، الدورة الرابعة لمؤتمر الإعلام العربي تحت شعار "دور الإعلام في مواجهة التغير المناخي" وقد تواصلت من 20 إلى 24 ماي 2025 في العاصمة العراقية، بغداد، حيث تم تقديم توصيات هامة لتعزيز الإعلام البيئي في الوطن العربي وتطوير أدواته...
وخلال الجلسة الأخيرة تمت تلاوة بيان مؤتمر الإعلام العربي الذي تضمّن عددًا من التوصيات الهامة توزعت على ثلاثة محاور رئيسية: توصيات للحكومات والجهات الوطنية، وتوصيات لوسائل الإعلام، وتوصيات للمجتمع المدني. إذ جاءت هذه التوصيات ثمرة مداولات علمية ثرية شهدها المؤتمر في مختلف ورشاته ومحاوره وجلساته، بمشاركة نخبة من الخبراء والأكاديميين والإعلاميين من أرجاء الوطن العربي والعالم. حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز البحث والتفكير والنشر في مجالات التغير المناخي وتأثيراته على حياة البشر، والإشادة بدور الذكاء الاصطناعي في دعم قدرات الصحفيين والإعلاميين على تحليل البيانات المتعلقة بالتغيرات المناخية، وضع قوانين تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي في إعلام المناخ لضمان الاستخدام الأمثل والسليم لهذه التقنية وتطوير الانتاجات الاعلامية العربية ذات الصلة، من خلال الاستثمار في تدريب الصحفيين لتحسين جودة الانتاجات الاعلامية المتعلقة بالتغير المناخي.
كما أكّد البيان الختامي على ضرورة الانتقال من التناول الإعلامي التقليدي إلى إعلام بيئي فاعل ومؤثر، يرتكز على المعرفة العلمية، ويعزز التوعية المجتمعية، ويعمل بشراكة مع الحكومات والمجتمع المدني لتكوين جبهة عربية موحّدة في مواجهة تحديات التغيّر المناخي.
استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات البيئية والتنبؤ بالكوارث:
ومن بين التوصيات الموجهة للحكومات والجهات الوطنية، دمج القضايا المناخية في الاستراتيجيات الإعلامية الوطنية، لتكون أولوية في الخطط الإعلامية الحكومية. وتسهيل النفاذ إلى المعلومات البيئية الدقيقة، وتوفير الموارد لتعزيز الإعلام البيئي. كذلك توصيات أخرى:
-تعزيز التعاون بين الوزارات ووسائل الإعلام في ما يتعلّق بنشر الإنذارات المبكرة للكوارث البيئية.
-اعتماد أنظمة إنذار موحدة على المستوى العربي لضمان استجابة متناسقة وشاملة.
-إدراج التربية البيئية في المناهج الدراسية في مختلف المراحل التعليمية.
-تشجيع البحث العلمي في قضايا المناخ والبيئة، من خلال الجامعات ومراكز البحوث.
-استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات البيئية والتنبؤ بالكوارث.
-دعم الشراكات مع المنظمات الأممية والدولية المتخصصة في قضايا البيئة والمناخ.
-سنّ قوانين تُمكّن الإعلام من الوصول إلى المعلومات البيئية الدقيقة، وتكافح المعلومات المضلّلة.
-تحفيز الجهات المانحة على تمويل الإعلام البيئي وإنتاج محتوى يعالج قضايا التغيّر المناخي.
-منح حوافز ضريبية لوسائل الإعلام التي تستثمر في التثقيف البيئي.
-تنظيم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في إعلام المناخ، خاصة في مجالات الإنذار المبكر وإنقاذ الأرواح.
إطلاق جوائز تشجيعية للإعلام البيئي لتحفيز الإنتاج المتميز والهادف:
واعتبارا لأهمية وسائل الإعلام ودورها الريادي في التحسيس والتوعية تمت الدعوة إلى تكثيف التغطيات المناخية المتّزنة والمبنية على الأدلة العلمية، وإعداد برامج توعوية حول إجراءات الوقاية من الكوارث البيئية مع تنظيم حملات إعلامية مشتركة مع منظمات البيئة لتعزيز الوعي المجتمعي وتعزيز التعاون مع العلماء والخبراء لضمان مصداقية ودقّة المعلومات. كما تضمن البيان توصيات أخرى:
-اعتماد أسلوب التحقيق الاستقصائي لمواجهة المعلومات الكاذبة حول المناخ.
-إبراز القصص الإنسانية المتأثرة بالتغيّر المناخي لتحفيز العمل الجماعي والمجتمعي.
-تدريب الصحفيين في مجال إعلام المناخ، ورفع كفاءاتهم العلمية والتقنية.
-تعليم الإعلاميين استخدام أدوات تحليل البيانات الضخمة لإنتاج تقارير دقيقة.
-توظيف الذكاء الاصطناعي في إنشاء محتوى بيئي تفاعلي وتنبيهات متعددة الوسائط.
-الانخراط في منظومات الإنذار المبكر الوطنية لتعزيز الحماية المجتمعية.
-التمسك بأخلاقيات المهنة في التغطية البيئية قبل وأثناء وبعد الكوارث.
-إطلاق جوائز تشجيعية للإعلام البيئي لتحفيز الإنتاج المتميز والهادف.
-المبادرة بإنشاء منصة عربية للإعلاميين البيئيين، بدعم من اتحاد إذاعات الدول العربية وشبكة الإعلام العراقي.
تمكين المواطنين من الوصول إلى معلومات موثوقة من مصادر علمية متخصصة:
ونظرا لأهمية دور المجتمع المدني أكد المشاركون في مؤتمر الإعلام العربي على إطلاق حملات إعلامية مشتركة بالتعاون مع الجهات المختصة لنشر الوعي المناخي وتمكين المواطنين من الوصول إلى معلومات موثوقة من مصادر علمية متخصصة مع تنظيم أنشطة توعوية بمشاركة الأطفال والشباب لتحفيزهم على التفاعل البيئي. كذلك تعزيز المبادرات المحلية التي تقدم حلولًا مبتكرة لتحديات التغيّر المناخي. مع رفع قدرات المجتمعات المحلية على التأهب والاستجابة للكوارث البيئية وتخصيص جوائز بيئية بالتعاون مع المجتمع المدني، لتمويلها من المؤسسات البيئية أو ضمن التظاهرات الإعلامية.
هذا وقد شدد بيان مؤتمر الإعلام العربي على أهمية الشراكة مع منظمات الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والمنظمات المتخصصة، لضمان تبادل المعلومات والخبرات، ودعا إلى مشاركة الإعلام العربي في مبادرة الإنذار المبكر للجميع التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة.
قمة الإعلام العربي: في أكبر تجمع إعلامي عربي انطلاقا من 26 ماي في مركز دبي التجاري العالمي:
من جانب آخر تقام قمة الإعلام العربي، والتي تعتبر التجمع الإعلامي الأكبر عربياً، في دورته الـ23 من 26 إلى 28 ماي 2025 في مركز دبي التجاري العالمي ينظّمها نادي دبي للصحافة، وتُعد "قمة الإعلام العربي" منصة حيوية تسلّط الضوء على الدور المحوري الذي يسهم به الإعلام في بناء وعي المجتمع وازدهاره. وفي ضوء التطور المتسارع في المشهد الإعلامي في المنطقة، حيث تُحدث التكنولوجيا تحولات كبيرة وتُسهم في ظهور قنوات اتصال جديدة. هذا الحدث السنوي الذي أطلقه نادي دبي للصحافة في دورته الأولى سنة 2001 دعما لرسالة الإعلام العربي الهادف والبناء.
وتستمر الدورة الجديدة على مدار 3 أيام متضمنةً "المنتدى الإعلامي العربي للشباب" و"منتدى الإعلام العربي" و"قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب"، مستقطبة جمعاً من كبار الشخصيات وأهم الرموز السياسية والقامات الفكرية والثقافية ورؤساء تحرير أهم الصحف في العالم العربي وأبرز الكُتّاب والقيادات والوجوه الإعلامية في الحدث الأكبر من نوعه عربياً. كذلك، يشارك في قمة الإعلام العربي 2025، نخبة من أهم الوجوه الإعلامية في المنطقة والعالم، ومن أبرزهم الإعلامي البريطاني الشهير بيرس مورغان، المعروف بأسلوبه المتميز في إدارة الحوار مع كبار الشخصيات حول العالم.
ضمن فعاليات قمة الإعلام العربي، يُكرم «نادي دبي للصحافة" الفائزين بجائزة "إبداع" في دورتها التاسعة والمخصصة لطلبة كليات الإعلام العرب في 26 ماي الجاري بالتزامن مع المنتدى الإعلامي العربي للشباب، وتضم الجائزة 6 فئات واستقطبت أكثر من 2700 مشاركة من مختلف الدول العربية.
وتمثّل جائزة الإعلام العربي منصة رائدة للاعتراف بالجهود المتميزة التي تبذلها الكفاءات الإعلامية في العالم العربي، ونافذة لتسليط الضوء على المحتوى المهني الذي يرسّخ القيم الإعلامية الأصيلة، ويواكب تطورات العصر. كما أن جائزة الإعلام العربي أصبحت اليوم مرآةً تعكس تطور المشهد الإعلامي في المنطقة، كذلك تشكل حافزاً لأبناء القطاع لمواصلة التميز والابتكار. ويحرص نادي دبي للصحافة على أن تكون معايير الجائزة ومخرجاتها مواكبة للتغيرات المتسارعة في عالم الإعلام، بما يعزز رسالتها في دعم الإعلام الهادف والمسؤول.
كما تستضيف قمة الإعلام العربي، مجموعة من المفكرين والكُتّاب البارزين لتوقيع أحدث مؤلفاتهم التي لاقت صدى واسعاً في الأوساط الثقافية والفكرية على المستويين العربي والدولي...
