مواكبة / محمد رضا البقلوطي
"الكوكب مقابل البلاستيك" محور يوم الأرض لعام 2024 يهدف إلى زيادة الوعي بأضرار التلوث البلاستيكي على صحة الإنسان والكوكب. إذ يحتفل العالم في 22 أفريل من كل عام بيوم الأرض العالمي، وهو حدث سنوي يقام بهدف دعم الوعي المجتمعي بالقضايا البيئية، ويتم الاحتفال به في جميع أنحاء العالم من خلال المؤتمرات والمشاريع التوعوية وغيرها من الأنشطة، وذلك لأهمية مشاركة الجميع وخاصة الشباب بوقت مبكر للتعرف على أهمية الحفاظ على كوكبنا وقد تم الاحتفال بيوم الأرض لأول مرة في 22 أفريل 1970.
واليوم، يشارك أكثر من مليار شخص في 193 دولة في يوم الأرض كل عام. على مر السنين، أصبح يوم الأرض أكبر حركة بيئية تشاركية على هذا الكوكب وقد اقترح ناشط السلام جون مكونيل في مؤتمر اليونسكو الذي عُقد في عام 1969 في سان فرانسيسكو، يوم لتكريم الأرض ومفهوم السلام، وقد احتُفل به لأول مرة في 21 مارس من عام 1970، وهو أول أيام الربيع في نصف الكرة الشمالي. صُودق على يوم تحقيق توازن الطبيعة في وقت لاحق في إعلان كتبه مكونيل ووقع عليه الأمين العام يو ثانت في الأمم المتحدة.
أسس السيناتور الأمريكي غايلورد نيلسون بعد مرور شهر من ذلك، يوم الأرض المنفصل باعتباره يوم توعية بيئية حُدد لأول مرة في 22 أفريل من عام 1970، وحصل نيلسون لاحقًا على وسام الحرية الرئاسي تقديراً لعمله. وعند تحديد يوم الأرض في 22 أفريل في الولايات المتحدة، جعلت منظمة أطلقها دينيس هايز، المنسق الوطني الأساسي في عام 1970، يوم الأرض يومًا عالميًا في عام 1990، بل ونظمت هذا الحدث في 141 دولة.
كوكبنا في خطر ورفاهية الإنسان مهددة في غضون أربعين عامًا :
في 30 مارس 2005، نشرت اليونسكو أول تقييم للأنظمة البيئية للألفية، وهو تقرير يدين تأثير الإنسان على الكوكب. في السنوات الأخيرة، أدت الأنشطة البشرية إلى تعديل النظم البيئية لتلبية الطلب المتزايد على الغذاء والمياه العذبة والخشب والألياف والطاقة... وهو تدهور لا رجعة فيه وله عواقب وخيمة حيث أن رفاهية الإنسان مهددة في غضون أربعين عامًا.
وأفاد تقرير نُشر مؤخرا في دورية "لانسيت" الطبية بأن التلوث كان له صلة بوفاة تسعة ملايين شخص حول العالم في عام 2015.وأوضح التقرير أن جميع حالات الوفاة تقريبا وقعت في دول ذات دخل منخفض أو متوسط، حيث كان التلوث مسؤولا عن نحو 25 في المائة من الحالات، وأن بنغلاديش والصومال كانتا الأكثر تضررا. وكان لتلوث الهواء التأثير الأكبر، إذ أنه كان السبب في ثلثي حالات الوفاة جراء التلوث. وسجلت بروناي والسويد أقل معدلات حالات الوفاة المرتبطة بالتلوث. وأشار التقرير إلى أن معظم حالات الوفاة تعود إلى الإصابة بأمراض غير معدية لها صلة بالتلوث مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية وسرطان الرئة. وبالتالي فإن "التلوث هو أكثر من مجرد تحد بيئي. إنه يمثل تهديدا عميقا وواسع الانتشار يؤثر على جوانب عديدة من الصحة والرفاهية البشرية".
تلوث المياه هو ثاني أكبر عامل للخطورة، يتسبب في وفاة 1.8 مليون شخص :
وذكر التقرير أن عامل التهديد الأكبر، وهو تلوث الهواء، كان السبب في وفاة 6.5 مليون شخص بشكل مبكر. ويشمل هذا التلوث في الأماكن المفتوحة، مثل الغازات والجسيم تلوث المياه هو ثاني أكبر عامل للخطورة، إذ أنه كان مسؤولا عن وفاة 1.8 مليون شخص، وأيضا التلوث داخل المباني، بدءا من حرق الوقود إلى الفحم. بينما كان التلوث في أماكن العمل سببا في وفاة 800 ألف شخص في شتى أنحاء العالم. وأورد التقرير أن نحو 92 في المئة من حالات الوفاة هذه وقعت في الدول الأكثر فقرا. وتركز التأثير الأكبر في أماكن تشهد تنمية اقتصادية سريعة مثل الهند التي سجلت خامس أكبر معدلات الوفاة جراء التلوث، والصين التي جاءت في المرتبة الـ16.
أنشطة تفاعلية لإكتشاف الأرض لجميع الأعمار:
من جانبها أصدرت وكالة ناسا بلاغا بالمناسبة ومما جاء فيه:" لا تنس أن تمنح كوكبنا بعض الحب اليوم! احتفل بيوم الأرض مع وكالة ناسا أينما كنت، واطلع على ملصق يوم الأرض المتميز الذي يحمل عنوان المحيط لهذا العام! «مشيرة إلى أن المحيط يحتوي على ما يقرب من 97 بالمائة من مياه الأرض ويغطي 70 بالمائة من سطح كوكبنا. وفقا للأمم المتحدة، يمكن أن تكون المحيطات موطنا لنحو 50 إلى 80% من جميع أشكال الحياة على الأرض. حتى لو كنت تعيش على بعد مئات الكيلومترات من الساحل، فإن ما يحدث في المحيط أمر أساسي لحياتك. وأضافت أن أسطول ناسا من الأقمار الصناعية يقوم بمراقبة الأرض بأكملها كل يوم. هذا العام إذ يمكن الاحتفال بيوم الأرض مع وكالة ناسا أينما كنت! قم باستضافة حدث يوم الأرض الخاص بك، بدعم من علوم ناسا، مع الأنشطة والعروض التوضيحية والنشرات والملصقات ومقاطع الفيديو ، إذ تحتفل وكالة ناسا بيوم الأرض في مركز معلومات الأرض، وهو عبارة عن مساحة عرض تحول العلم إلى فن من خلال 17 نشاطًا عمليًا وبث صورًا مذهلة لبيانات الأرض من الفضاء على جدار فائق التطور بطول 20 قدمًا والاستماع إلى العلماء حول كيفية تحسين المعلومات حول الأرض من الفضاء للحياة وسبل العيش في مواجهة الكوارث والتحديات البيئية وتغير المناخ ولمس الروابط العديدة بين الأرض والجو والبحر والحياة في تجربة وأنشطة تفاعلية لاكتشاف الأرض لجميع الأعمار...
زيادة الوعي بأضرار التلوث البلاستيكي على صحة الإنسان:
يهدف موضوع عام 2024 تحت عنوان "الكوكب مقابل البلاستيك" إلى زيادة الوعي بأضرار التلوث البلاستيكي على صحة الإنسان والكوكب. وقد غطت فعاليات سابقة ليوم الأرض مجموعة من القضايا البيئية، من تغير المناخ والطاقة النظيفة إلى حماية الكائنات الحية وفوائد زراعة الأشجار. وقد تم التركيز هذا العام على مادة البلاستيك قبل إقرار معاهدة أممية تاريخية من شأنها أن تُنهي التلوث البلاستيكي، والتي من المتوقع أن يتم الاتفاق عليها بحلول نهاية عام 2024.وقد دعت أكثر من 50 دولة، منها المملكة المتحدة، إلى إنهاء التلوث البلاستيكي بحلول عام 2040.لكن المأمول الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك، والطالبة بخفض إنتاج جميع المواد البلاستيكية بنسبة 60 في المائة بحلول عام 2040...
انطلاق تظاهرة "مدننا العتيقة دون بلاستيك" محافظة على قيمتها التاريخية وتعزيز السياحة الثقافية والبيئية:
وفي موضوع متصل وفي إطار المبادرة الوطنية سنة النظافة 2024، وبعد النجاح البارز الذي حققته تظاهرة "مدننا العتيقة دون بلاستيك" في المدينة العتيقة بتونس العاصمة، انطلقت فعاليات تظاهرة "مدننا العتيقة دون بلاستيك" في عديد المدن ، بالتعاون بين وزارة البيئة ووزارة الشؤون الثقافية، وتهدف هذه التظاهرة إلى تشجيع المواطنين والجمعيات والشركات والمؤسسات العامة والخاصة على المشاركة في أنشطة تطوعية لجمع النفايات البلاستيكية المتناثرة في المحيط، وتعزيز الجهود الوطنية في دعم النظافة والحفاظ على البيئة، خاصة في المدن العتيقة، من أجل المساهمة في المحافظة عليها وعلى قيمتها التاريخية وتعزيز السياحة الثقافية والبيئية وفي نفس الإطار أشرفت السيدة وزيرة البيئة أمس الأول بالمناسبة على مواكبة فعاليات مبادرة سنة النظافة لسنة 2024، معية السيد والي زغوان والتي انطلقت من منطقة سيدي مدين من معتمدية زغوان لتتواصل على مدى 24 ساعة، وذلك بمشاركة الجمعية التونسية للبيئة والتنمية والجامعة التونسية للرياضة للجميع والكشافة التونسية والهلال الأحمر والمصالح الجهوية لوزارات البيئة والثقافة والشباب والرياضة والمرأة والأسرة والطفولة وكبار السن، والسياحة والفلاحة والتجهيز وعدد من المنظمات الوطنية والجمعيات الجهوية و المحلية. وشملت المبادرة حملة نظافة لجمع النفايات البلاستيكية الخفيفة والمتناثرة لمحيط غابة سيدي مدين وسد الريحان، بمشاركة مختلف الأطراف، إلى جانب تركيز قافلة بيئية وأخرى صحية وخيمة تتخللها ورشات تحسيسية وفقرات تنشيط ثقافي وعروض موسيقية ومسابقات ألعاب وأنشطة رياضية ترفيهية.
وانخراطا في تظاهرة "مدننا العتيقة دون بلاستيك" تمّ مؤخرا تنظيم حملات نظافة لجمع النفايات البلاستيكية والنفايات الخفيفة وأشغال الصيانة بالمدينة العتيقة الهوادف بتوزر بالتعاون بين الإدارة الجهوية للبيئة للجنوب الصحراوي والادارة الجهوية للمعهد الوطن للتراث بتوزر وبلدية توزر بمشاركة جمعية أمل بتوزر تحت اشراف السيد والي توزر. وشملت حملات النظافة شوارع المدينة العتيقة والمسلك السياحي الواحي المحاذي لها، وذلك بمشاركة متساكني المنطقة وعدد من العملة المختصين في البناء ببلدية توزر لمزيد تعزيز الجانب التطوعي والعمل على نظافة وجمالية فضاءات العيش المشترك ...