وبحسب ما أوردته الرئاسة التونسية سابقًا، فمن المتوقع أن وتستغرق زيارة الدوحة في المجمل ثلاثة أيام، وتهدف على وجه الخصوص إلى إقامة روابط تعاون دائمة بين الطرفين. الشعب التونسي لا يعلق آمالاً كبيرة على زيارة الرئيس «سعيد» لقطر، معتبراً أن العديد من الوعود التي قطعتها الدوحة سابقاً لم تجد تأكيداً ملموساً، سواء كانت استثمارات أو دعمًا لمشاريع التي أعلنها «سعيد» أو توظيف الشباب التونسي. كشفت مصادر إعلامية قطرية أن الدولة الخليجية قد توقع نحو 80 اتفاقية ومذكرة تفاهم مع حليفتها في شمال إفريقيا، إضافة إلى تخصيص 3 مليارات دولار استثمارات و 500 مليون لدعم الاحتياطيات التونسية. في الوقت نفسه، يعتقد بعض المحللين أن الهدف الرئيسي للدوحة
هو في الواقع، الحفاظ على مصالحها ليس فقط في تونس ولكن أيضًا في ليبيا، حيث وضعت نفسها أثناء الصراع الأهلي جنبًا إلى جنب مع حكومة طرابلس، المعروفة أيضًا بحكومة الوفاق الوطني وحليفتها تركيا. وكان رئيس الدولة التونسية قد طلب من الدوحة تمويل "مصحة الأغالبة" الطبية بغض النظر عن الوضع السياسي في تونس.
ومع ذلك، لم يتم تلبية الطلب حتى الآن ويعتقد بعض المراقبين أن هذا يرجع إلى علاقات الدوحة مع حزب النهضة التونسي، الذي ربما كانا على خلاف .
في الوقت نفسه، يعتقد البعض أن قطر تعمل كوسيط في الخلافات الداخلية داخل الحكومة التونسية، وتحاول ليس فقط تهدئة الأجواء، ولكن أيضًا تعزيز موقع النهضة داخل السلطة التنفيذية، بما يخدم مصالحها الخاصة.وكانت الدوحة وعدت اثر زيارات قام بها رؤساء سابقون على غرار الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي او الرئيس الاسبق المنصف المرزوقي بتقديم دعم اقتصادي كبير لكن هذه الوعود لم تتمكن من تغيير الواقع الاقتصادي والاجتماعي المزري للشعب التونسي.
ويعتقد مراقبون ان الوعود القطرية لن تترجم على الارض باستثمارات حقيقية قادرة على إخراج البلاد من محنتها الاقتصادية وان الدوحة لا تزال تثير قلق التونسيين بسبب علاقاتها المريبة مع مكونات سياسية تونسية على غرار حركات الاسلام السياسي.