Arabic
French 
مواكبة / محمد رضا البقلوطي
"أمن المجتمع : قرب وتواصل" ذلك هو شعار تظاهرة تحت إشراف وزارة الداخلية أقيمت مساء الخميس 6 فيفري الجاري بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي وذلك في إطار برنامج شرطة الجوار بالشراكة مع مؤسسة فداء وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي؛ وقد تم اختيار هاشتاغ للتظاهرة "قوتنا في لمتنا" بهدف التأكيد على أن تونس تتسع لجميع أبنائها...وتضمّنت عرضا للفيلم التونسي "بوليس" وتكريما لعائلات شهداء المؤسسة الأمنية والعسكرية. بحضور العديد من الفرق الأمنية وقيادات عليا من وزارة الداخلية، وواكب عرض فيلم "بوليس" أطفال من عدد من الأحياء الشعبية بتونس العاصمة على غرار منطقة "حي هلال"، وكذلك أطفال من المراكز المندمجة وقرى الأطفال "SOS".
كما حضر عدد من أبطال فيلم "بوليس"، من بينهم كمال التواتي والشاذلي العرفاوي وريم بن مسعود والمخرج مجدي السميري. إذ يمثل هذا الفيلم تجربة جديدة للمخرج من خلال هذا الانتقال بالسلسلة التلفزية "بوليس" إلى الشاشة الكبيرة مع إضافة عدد من الشخصيات الجديدة لإثراء العمل الذي يتميز بمشاركة عدة من الممثلين البارزين الى جانب مشاركة عدد من المواهب الصاعدة، فمنذ عرضه الأول، استطاع "بوليس" أن يلامس قلوب الجماهير بفضل روح الدعابة الراقية، الحوارات القوية، والأداء المميز لفريق التمثيل. نجاح "بوليس" تجاوز كل التوقعات، ليصبح أكثر من مجرد فيلم، بل ظاهرة ثقافية تعكس تطور السينما التونسية، التي باتت اليوم قادرة على فرض نفسها عالميًا مع الحفاظ على جذورها الأصيلة. كما استفاد الفيلم أيضًا من استراتيجية ترويجية ذكية وتوزيع مدروس، مما ساهم في وصوله إلى جمهور متنوع على المستويين المحلي والدولي، وما عرضه خلال تظاهرة "أمن المجتمع: قرب وتواصل" لهو خير دليل على دور الفن السابع في تقريب الرؤى لدى الجمهور حول عديد القضايا المجتمعية...
تفعيل الأمن البشري والتنمية البشرية ونماذج بناء الدولة:
هذا وأن أمن المجتمع، وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي هو مفهوم يسعى إلى تفعيل الأمن البشري والتنمية البشرية ونماذج بناء الدولة على المستوى المحلي. يشمل المفهوم المعاصر لأمن المجتمع، المحدد بشكل ضيق، الأمن الجماعي والشخصي. يركز المنهج على ضمان أن تكون المجتمعات وأفرادها "خاليين من الخوف".
كما أن التعريف المعاصر الأوسع يشمل أيضًا العمل على مجموعة أوسع من القضايا الاجتماعية لضمان "التحرر من الفاقة". مثلها مثل سلامة المجتمع وأمن المواطنين، فإنها تعزز نهج أصحاب المصلحة المتعددين الذي يحركه تحليل الاحتياجات المحلية. من خلال التأكيد على جانب المجتمع، يسعى المفهوم إلى احتضان كل من الثقافات والسياقات "الموجهة للأفراد"، لذلك فإن أمن المجتمع يشير إلى جميع الجهات الفاعلة والمجموعات والمؤسسات داخل المساحة الجغرافية المحددة. وبالتالي فهي تشمل أيضا منظمات المجتمع المدني والشرطة والسلطات المحلية المسؤولة عن تقديم الأمن والخدمات الأخرى في هذا المجال.
تعزيز السلامة ومنع الحوادث وحماية الممتلكات والمساهمة في الرفاهية العامة:
وبالتالي فإن توفير الأمن، وبناء اﻟﻤﺠتمعات الحديثة من العوامل المهمة في تقدم الأمم ورقيها. فاﻟﻤﺠتمع الذي يتوافر فيه الأمن والأمان ينعكس ذلك على سلوكياته ومنجزاته ودرجة تقدمه ورقيه حيث إن ذلك يبعث الطمأنينة فى النفوس ويشكل حافزا للعمل والإبداع والاستقرار والحفاظ على الهوية الوطنية
كما يعتبر الأمن مهما في المجتمع من خلال زيادة الوعي بأهمية الأمن وفوائده، يمكننا تعزيز الفهم الجماعي للدور الذي يلعبه في حياتنا اليومية. تعمل تدابير الأمن على تعزيز السلامة ومنع الحوادث وحماية الممتلكات والمساهمة في الرفاهية العامة للأفراد والمجتمعات فالتعاون بين الأجهزة الأمنية وأفراد المجتمع لا يتم إلا من خلال التنسيق ونشر التوعية وإرشاد أفراد المجتمع في إيجاد دور فعال للوقوف أمام المنحرفين والمجرمين، ومن ناحية أخرى لوقاية أفراد المجتمع بتوضيح مخاطر التعرض للانحراف والجريمة والفساد وتوعيتهم ببعض أنماط السلوك الذي يؤدي للانحراف والجريمة، وكذا توعيتهم كيف يحمون أنفسهم من التعرض لأي عدوان أو انحراف وكذلك توعيتهم كيف يحمون منازلهم وأموالهم من الاعتداء عليها، وتكون التوعية والإرشاد من خلال إلقاء المحاضرات في المؤسسات المختلفة كالمدارس والجامعات وغيرها من المؤسسات ، فبالوعي الأمني لدى الفرد والمجتمع تستطيع الأجهزة الأمنية أن تحقق الكثير من مهامها بمساعدة المجتمع مثل -قيام الفرد والمجتمع بالتعاون مع رجال الأمن بإبلاغهم عن أي معلومات تفيد في كشف الجريمة وكذا عند حدوث أي انحراف أو سلوك شاذ عن القيم والمعايير والأنظمة الاجتماعية.
-شعور الفرد والمجتمع بالدور الذي تقوم به الأجهزة الأمنية في الحفاظ على حياتهم وأرواحهم وأعراضهم وأموالهم ... يجعلهم يبذلون كل ما في وسعهم في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار.
لقد مثلت تظاهرة «أمن المجتمع: قرب وتواصل" فرصة لتقديم عديد الأنشطة في فضاء مفتوح ببهو قاعة الأوبيرا بمشاركة مجموعة من الأطراف المساهمة في إنجاح برنامج شرطة الجوار، من ذلك مؤسسة فداء وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الحماية المدنية ومنظمات المجتمع المدني، الكشافة التونسية، الهلال الأحمر...
"شرطة الجوار" نموذج أمني يطمح إلى بناء علاقة متينة بين عون الأمن والمواطن :
وتعتبر "شرطة الجوار" نموذجًا أمنیًا يطمح إلى بناء علاقة متينة بين عون الأمن والمواطن ويضمن تقديم خدمات ذات جودة عالية تساهم بفاعلية في إرساء الأمن وضمان العيش الكريم، إذ تسعى وزارة الداخلية إلى إصلاح قطاع الأمن من خلال التوسع في تطبيق تجربة "شرطة الجوار"، وهي مبادرة تعتمد على الشراكة والتشاور مع الفاعلين المحليين للمساعدة في اتخاذ القرار.
إذ انطلق برنامج شرطة الجوار عام 2013، في إطار إصلاح قطاع الأمن، والتي تم فيها الفصل بين الإداري والعدلي، فالمواطن الذي يريد وثيقة إدارية لا يمكن أن يلتقي مواطنا متورطا في قضية عدلية، كما أن الاستقبال تمت تهيئته بطريقة مريحة للمواطن ومقدم الخدمة".
وبذلك ترتقي شرطة الجوار إلى شراكة بين الأمن والمواطن، وهي تمنح المواطن حق المشاركة في حل المشاكل الأمنية في منطقته، أو الوقاية منها من خلال اقتراح حلول، وكل ذلك في إطار مجالس محلية للأمن تقوم بدور كبير في إنجاح التجربة.
