Written by  محمد رضا البقلوطي آذار 11, 2025 - 148 Views

الاحتفال باليوم العربي للمكتبات الموافق للعاشر من مارس: «أهمية المكتبات كجسور للمعرفة وأدوات رئيسية لحفظ التراث الثقافي العربي"

مواكبة / محمد رضا البقلوطي

 
في اليوم العربي للمكتبات، دعوة لجميع مكونات المجتمع، انطلاقا من الأسرة والمدرسة، إلى تعزيز الاتجاهات الإيجابية نحو القراءة، وتشجيع الأطفال والشباب على الاستفادة من المكتبات، سواء كانت منزلية أو مدرسية أو عامة أو جامعية. فالقراءة ليست مجرد وسيلة لاكتساب المعرفة، بل هي جسر للتفاعل الثقافي والتسامح والانفتاح على الآخر، مما يسهم في بناء مجتمعات أكثر وعيًا واستقرارًا.

ذلك ما دعت إليه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" بمناسبة الاحتفال، باليوم العربي للمكتبات الموافق للعاشر من مارس، إيمانًا منها بأهمية المكتبات كجسور للمعرفة وأدوات رئيسة لحفظ التراث الثقافي العربي، فضلاً عن كونها مراكز إشعاع فكري تساهم في نهضة الشعوب، ويأتي هذا اليوم تأكيدًا على الدور المحوري الذي تؤديه المكتبات في تشكيل الهوية الثقافية وتعزيز الفكر النقدي والإبداعي، حيث تعدُّ مراكز تعليمية ومعرفية تسهم في التنمية المستدامة. لذلك تحرص الألكسو على دعم المبادرات التي تهدف إلى توفير المعرفة للجميع، بمن فيهم ذوي الإعاقة، من خلال تطوير المكتبات الرقمية التي تحتوي على كتب ناطقة ومصادر تعليمية بتقنية برايل، كما تسعى إلى تعزيز التعاون بين المكتبات العربية والدولية لإنشاء أرشيف رقمي عالمي مفتوح المصدر يتيح للباحثين والطلاب الوصول إلى المعلومات بسهولة. كما تتابع باهتمام ثمار الثورة الرقمية العالمية التي أتاحتها التقنيات الحديثة للباحثين من إمكانية الوصول إلى مكتبات عالمية متنوعة عن بعد، وتسعى الألكسو إلى استثمار هذه التقنيات ضمن برنامج طموح لرقمنة جميع إصداراتها من كتب وموسوعات وقواميس، لتيسير الوصول إليها من قبل الباحثين.

 

موعد تاريخي يتجدّد لربط الصلة مع الكتاب بأنواعه المختلفة في إطار رؤية ثقافية مجتمعية:

 

وتسعى المنظمة من خلال الاحتفال الرمزي بالمكتبة إلى الحفاظ على تراث الأمة العربيّة ودعم المبادرات التي تمكّن من صيانته والعناية به ونفض الغبار عنه، فهو موعد تاريخي يتجدّد لربط الصلة مع الكتاب بأنواعه المختلفة في إطار رؤية ثقافية مجتمعية مواكبة لتطلعات العصر ومستجدات القرن الواحد والعشرين. فبهذا المعنى تؤدّي المكتبة داخل المجتمعات المعرفية اليوم دورا ثقافيا وعلميا بارزا، وتؤمن للمواطن عملية الوصل الثقافي بين الماضي والحاضر وتعدّه لمتطلبات المستقبل ومستجداته الفكريّة وإنجازاته العلمية والتكنولوجية.

ويشكّل هذا اليوم الاحتفالي بالمكتبة في إطار رؤية المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم مناسبة هامة لتعميق التفكير في سبل الارتقاء بأداء المكتبات وتحسين خدماتها لتنمية قدرات المتعلّمين على الاستكشاف واكتساب المعرفة والاطلاع على الإنتاج الفكري البشري؛ فضلا عن إتقان مهارات البحث والتأهيل للتفاعل الإيجابي مع تطورات العصر المعرفية والتكنولوجية. فالمكتبات مصدر مهم لتشكيل ثقافة المجتمع وتبادل الآراء وتعزيز فرص التعلم الذاتي التي تخلق الفرد المبدع الواعي بقضايا مجتمعه ومحيطه بما يفضي إلى إنتاج ثقافة متقدمة ومتميزة لكل مجتمع.

ودعما لهذا التوجه الاستراتيجي في رؤية المنظمة تربويا وثقافيا وعلميا وتكنولوجيا، تواصل الألكسو جهودها في تطوير المكتبة العربية بمؤلفات هادفة في مجالات اختصاصها، وتسعى في إطار مشاريعها وأنشطتها المختلفة إلى النهوض بدوري المؤلف والناشر. وفي هذا الإطار أصدرت المنظمة حوالي ثلاثة آلاف عنوان غطت كل مجالات التربية والثقافة والعلوم والمعلومات والآداب والفنون، منها الموسوعات والكتب المرجعية الكبرى، ومنها كتب التراث الفكري والعلمي والأدبي، ومنها سلسلة الكتب الموجهة لتثقيف الجمهور الموسّع في مجالات الفن العربي الإسلامي وكتب الفن التشكيلي العربي المعاصر، ومنها سلسلة قصص المدن الفلسطينية، وأمهات الكتب المترجمة، والمعاجم اللغوية، فضلا عن المجلات المختصة.

 

توفير المعرفة للجميع، بمن فيهم ذوي الإعاقة، من خلال تطوير المكتبات الرقمية :

 

كما تحرص الألكسو في إطار جهودها المتواصلة على دعم المبادرات التي تهدف إلى توفير المعرفة للجميع، بمن فيهم ذوي الإعاقة، من خلال تطوير المكتبات الرقمية التي تحتوي على كتب ناطقة ومصادر تعليمية بتقنية برايل، كما تسعى إلى تعزيز التعاون بين المكتبات العربية والدولية لإنشاء أرشيف رقمي عالمي مفتوح المصدر يتيح للباحثين والطلبة الوصول إلى المعلومات بسهولة. كما تتابع باهتمام ثمار الثورة الرقمية العالمية التي أتاحتها التقنيات الحديثة للباحثين من إمكانية الوصول إلى مكتبات عالمية متنوعة عن بعد، وتسعى الألكسو إلى استثمار هذه التقنيات ضمن برنامج طموح لرقمنة جميع إصداراتها من كتب وموسوعات وقواميس، لتيسير الوصول إليها من قبل الباحثين.

واحتفالا  باليوم العربي للمكتبات من المفيد التذكير بأهمية الكتاب وانتشار المكتبات وما تشكله من أسس نشر الثقافة والتكوين المستمر لمختلف الأجيال واطلاعهم على الحضارة العربية التي ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بالكتاب والمكتبات، فأنشأت مكتبات كبرى، مثل مكتبة الإسكندرية، ومكتبة بيت الحكمة في بغداد، ومكتبة قرطبة، وخزائن الحكمة في العصر العباسي، ومكتبة آشور بانيبال التي احتوت على آلاف الألواح الفخارية، وقد أسهمت هذه المكتبات في حفظ المعارف ونقلها بين الأجيال، وكانت مراكز ريادية في البحث العلمي والفكر الإنساني، واليوم؛ تواصل المكتبات أداء هذا الدور التاريخي ولكن باستخدام أدوات أكثر تطورًا، حيث أصبحت الرقمنة أحد أبرز التحولات التي تشهدها المكتبات الحديثة لضمان سهولة الوصول إلى المعلومات، وحماية المخطوطات من التلف، وتمكين الباحثين من الاطلاع على الوثائق التراثية إلكترونيًا.
 
إن تاريخ المكتبات هو تاريخ لتطور الكتابة بدأه الإنسان بالنطق بالكلمات ثم مثّله برموز تعبيرية محفورة على الصخر أو الحجارة ثم مثلها على الخشب والصلصال والمعادن ثم انتقلت لتصبح مخطوط على ورق مثل ورق البردي أو الرق أو الجلد ثم مطبوعة على ورق مصنع ثم تطورت لتصبح ملفات إلكترونية، حيث نشأت المكتبات وتطورت من العصور القديمة فكان لها أثرها في كل فترة ومن أشهر المكتبات في العصر القديم مكتبة نينوى 668 – 626 ق.م وضمت المكتبة العديد من الألواح الطينية وأوراق البردي التي حوت مواضيع مختلفة من العلوم والآداب والفنون والسحر والطقوس الدينية واللغة والطب واكتشاف مثل هذه المكتبات وغيرها في العصور القديمة دليل على اهتمام الإنسان بالقراءة والكتاب منذ القدم.

وتشير الدراسات والإحصائيات التي أُجريت لقياس معدلات القراءة في العالم العربي أن مستوى القراءة في العالم العربي منخفض جداً، وبحسب إحصائيات "الألكسو" فإن العالم العربي يصدر كتابين مقابل كل مئة كتاب يصدر في دول أوروبا الغربية وقدر عدد المدونات العربية حوالي 490 ألف مدونة وهي نسبة لا تتعدى 0.7 في المئة من مجموع المدونات في العالم.
 

إنشاء مكتبة وطنية رسالة مهمة للشعب الفلسطيني تؤكد على حماية حقّه التاريخي والروائي والوثائقي:

 

وعلى الصعيد الفلسطيني جاء   قرار إنشاء المكتبة الوطنية والبدء بالخطوات الإجرائية والعملية التنفيذية يشكل رسالة مهمة للشعب الفلسطيني، لأنها تأكيد على حماية حقّه التاريخي والروائي والوثائقي، ووجود هذه المكتبة الوطنية له أهمية بالغة تتركز في جمع، وحفظ، ورصد التراث والإبداع الفلسطيني، سواء ما يصدر داخل فلسطين، أو خارجها، وهي مستودع للوثائق، وعنوان لجمع التراث والإبداع. لذلك أكدت اللجنة الوطنية على استعدادها التام للعمل والتنسيق والتعاون مع هذا المشروع الوطني والقومي، على الصعيد الدولي والمنظمات المتخصصة من خلال توفير الدعم والاستشارات والخطط والبرامج والتأهيل ليأخذ هذا المشروع الوطني حيز التنفيذ في أقرب فرصة. تجسيدا لأهداف يوم المكتبة العربي لإحياء ثقافة القراءة والتعلم والتعليم، وتأكيدا على أهمية العناية بالمكتبات ودورها في النهوض بالمجتمعات معرفيا وفكريا وثقافيا. فالمكتبات ثمار للعقول وفضاء للمعارف...




Contact Info (2)

  • Lorem Ipsum is simply dummy text of the printing and typesetting industry. Lorem Ipsum is simply dummy text of the printing and typesetting industry.
  • No 1123, Marmora Road, Glasgow, D04 89GR.
  • (801) 2345 - 6788 / (801) 2345 - 6789
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Top
We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…