Written by  محمد رضا البقلوطي آذار 17, 2025 - 236 Views

الاستعدادات متواصلة للمهرجان الدولي للمغاور الجبلية بالسند، في دورته الرابعة عشر من 4 إلى 6 أفريل 2025 تحت شعار: "المغاور... ذاكرة الجبل وروح المكان"

مواكبة / محمد رضا البقلوطي
 
مدينة السند بولاية قفصة لها تاريخ عريق وتتميز بتراث له خصوصية جبلية ،  إذ نحت البربر أو الأمازيغ، عددا من المغارات والكهوف، في "جبل السند" ، حيث اتخذوا منها مستقرا لهم واحتموا بها من الأعداء زمن الحرب، وسكنوها لقرون تاركين أثر نمط معيشي ميزهم عن غيرهم تعدّ المغاور الجبليّة عنصرًا من مركز توطين كامل يشمل عنصرين أساسين، تتمثل في القصر الموجود في قمة الجبل الذّي يمتد على عرض 25 مترًا، وطول 125 مترًا يمثل مجموعة من الغرف الصغيرة المتلاصقة المحاطة بسور، وقد كان يخصص لخزن المؤونة ويطل على السهل الشمالي. أمّا العنصر الثاني فهي المغاور التّي كانت مخصصة للسكن، ويمكن التفريق بين نوعين منها البسيطة وهي عبارة عن غرفة واحدة، والمركبة أكثر من غرفة وأكثر من طابق.

وتجسيدا لتلك الخصوصيات التراثية تنظم جمعية مهرجان المغاور الجبلية بالسند سنويًا خلال عطلة الربيع "المهرجان الدولي للمغاور الجبلية بالسند"، حيث ستقام دورته الرابعة عشر في الفترة المتراوحة بين 4 و6 أفريل 2025 بجبل السند تحت شعار: "المغاور... ذاكرة الجبل وروح المكان". ويأتي هذا المهرجان في إطار الجهود الرامية لحماية الموروث الثقافي والطبيعي الفريد والمتنوع لمنطقة جبل السند وتعزيزا لمكانتها كوجهة سياحية بارزة بعد إدراج مغاورها الجبلية ضمن قائمة التراث الوطني وتصنيف بلدية السند ضمن البلديات السياحية سنة 2022.
 
المهرجان منصة للترويج للمغاور الجبلية كمعلم سياحي متميز وإحياء التراث المادي واللا مادي:
 
هذا ويجسد المهرجان منصة للترويج للمغاور الجبلية كمعلم سياحي متميز، وإحياء التراث المادي واللا مادي بالجهة من خلال برنامج متنوع يجمع بين الاستكشاف والعروض الثقافية والفنية. كما يوفر فرصة فريدة للتعرف على هوية السند وتنوعها الثقافي. ويتيح للزوار استكشاف معالم تاريخية مثل المغاور البربرية، الزوايا والأضرحة، معاصر الزيتون القديمة، والآبار، بالإضافة إلى الاستمتاع بتقاليد الطهي الأصيلة كالأطباق البربرية والحرف اليدوية المحلية من أزياء ومنسوجات. وتتخلل أيام المهرجان فعاليات فنية متنوعة كالحفلات الموسيقية، عروض الزفاف التقليدي، ومسابقات الطهي...
 
 
ومن بين فقرات اليوم الأول للمهرجان:
 
-انطلاق الورشات والمعارض الحرفية (الحرقوس، السخاب، الحلفاء، الطين، الصناعات التقليدية ...)
-زيارة المغاور الجبلية
- وصلة غنائية بدوية تقديم جميلة ناصري
- زيارة متحف بن ڨليعي
- معرض منسوجات حميدة وحادة
- وإثر كلمة الافتتاح و تحية العلم مع الفرقة النحاسية العسكرية انطلاق عروض متنوعة من ذ لك مشهديه " العرس السندي" إنتاج دار الشباب السند وعرض فرقة " مسعود المطماطي" وعرض فرقة " بارود الأغواط بالجزائر" ويتوج اليوم الأول بالعرض الفني " نور شيبه"
وخلال اليوم الثاني 5 أفريل يتجدد الموعد مع الجمهور لمواصلة نشاط الورشات والمعارض ومدينة الألعاب وانطلاق المسابقات والألعاب الشعبية أمام المغاور الجبلية تحت إشراف دار الشباب السند. كذلك برنامج الأكلة التقليدية وانطلاق الندوة الفكرية تحت شعار " تاريخ أجدادنا نحكيه لأولادنا" بإشراف الدكتور مسطاري بوكثير.

وللأطفال نصيب في المهرجان من خلال برنامج تنشيطي بإشراف مركب الطفولة السند بالإضافة عرض جماهيري تحييه مجموعة الرواشد للإ نشاد الصوفي بالسند كذلك عرض المداوري ومن فقرات ما بعد الظهر العرض الاستعراضي "فرقة ڨوڨو مدنين" وعرض فني لريان يوسف.

وخلال اليوم الثالث والأخير توجت التظاهرات بالمارطون السياحي " السند وجهة سياحية بامتياز" وبرنامج تنشيط الأطفال بساحة المهرجان تحت إشراف مركب الطفولة بالسند مسابقات وألعاب سحرية... مع عرض التاكسي الثقافي " عمو سهيل"؛ ثم يتجدد اللقاء مع هواة الشعر في عكاظية بمشاركة صالح الرميلي – علي شوشان يليها عرض فرقة للفنون الشعبية بقفصة وعرض اسطنبالي  ڨابس ومسك الختام العرض الفني لكل من الفنانين الشباب" عفاف سالم / أيمن غزال / حمودة فالح".
 
يوم ترويجي للمهرجان وندوة صحفية بتونس لعرض آخر المستجدات:
 
وتمهيدا لهذه التظاهرة أقيم مساء السبت 15 مارس 2025 يوم ترويجي للمهرجان الدولي للمغاور الجبلية بالسند وذلك بساحة الحبيب بورڨيبة بتونس العاصمة من خلال تقديم عروض متنوعة، ورشات حية، عروض فلكلورية، عرض أزياء تقليدية، عرض لمنتجات الصناعات التقليدية، كما أقيمت ندوة صحفية بمقر وزارة السياحة قدمت خلالها هيئة المهرجان مختلف مراحل الاستعدادات وخصوصيات البرنامج ... لما يكتسيه محور الدورة الجديدة من أهمية حول: «المغاور... ذاكرة الجبل وروح المكان".

ووفق المؤرخ التونسي المُسطاري بوكثير إن نمط الحياة الأمازيغي واختيار الجبل كمستقر للسكن، هو دليل على خبرة وتمعن ومعرفة بأحوال المناخ، وبأن تساقطات الأمطار في الجبل أفضل من السهل كما أن السكان القدامى عرفوا جيدا أن هذه المنطقة ثرية جدا بالموارد المائية، وأنها أكثر قدرة على التحكم في السيول المائية مضيفا أن هناك العديد من القصور والقرى الجبلية وجدت قبل دخول "بنو هلال" إلى أفريقيا في منتصف القرن الخامس الهجري أي الحادي عشر الميلادي، كما أن هناك معطيات أخرى، فما حفز الأمازيغ على الاستقرار في الجبال هي طبيعتها الخاصة ومن الدوافع الأخرى التي أدت بالأمازيغ إلى استغلال الجبل، وفق بوكثير، قربه من تساقط الأمطار، ما يسهل الزراعة، مقارنة بالسهل الذي يستوجب تقنيات أوفر...





Contact Info (2)

  • Lorem Ipsum is simply dummy text of the printing and typesetting industry. Lorem Ipsum is simply dummy text of the printing and typesetting industry.
  • No 1123, Marmora Road, Glasgow, D04 89GR.
  • (801) 2345 - 6788 / (801) 2345 - 6789
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Top
We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…