Arabic
French 
مواكبة / محمد رضا البقلوطي
تحتضن مدينة سوسة من 29 أوت إلى 1 سبتمبر 2024 المهرجان الدولي للفيديوهات التوعوية في دورته الرابعة بمشاركة 51 دولة عرضت ترشيحاتها على لجنة التحكيم الدولية. ومن أهداف هذا المهرجان ترسيخ القيم الانسانية وحث الناس على نشر القيم النبيلة من تسامح وتآخي والنوايا الحسنة وغيرها من المبادئ التي من شأنها ان تغير العالم الى الاحسن من خلال توظيف ثقافة الصوت والصورة كأداة للتربية والتوعية كما يحتوي على مسابقة دولية لصناعة الفيديوهات التوعوية بهدف إيجاد مبدعين صانعي محتوى هادف بأفكارهم البناءة و يشاركون في تطوير مجتمعاتهم الى الأفضل كذلك استقطاب هذه الطاقات الابداعية المحلية والدولية لتقديم محتوى إيجابي توعوي معرفي تثقيفي من اهدافنا التأثير في الناس لفعل الخير المساهمة في ترويج رسائل هادفة تخدم القضايا الوطنية والدولية انسانيا وبشكل عام التوعية الشاملة من خلال توظيف ثقافة الصوت و الصورة كأداة للتربية والتوعية وطنيا ودوليا.
"استهلك تونسي" محور أساسي لمسابقة وطنية تحت عنوان "تونس في عينيك":
وخلال الدورة الجديدة حددت هيئة المهرجان مسابقتين يتنافس فيها الشبان و صانعو المحتوى المبدعون من كل العالم في تصوير أحسن فيديو توعوي: بالنسبة للمسابقة الوطنية تحت عنوان "تونس في عينيك" من أهدافها تثمين المنتوج التونسي و الترويج له على المستوى العالمي, و دعم السياحة التونسية من خلال إنتاج احسن فيديو توعوي لحث الناس على استهلاك و تثمين المنتوج التونسي وإنتاج فيديوهات تدعم السياحة التونسية و تبرز جمالية بلادنا تونس و تحث كافة أنحاء العالم على زيارتها؛ لذلك أقر المهرجان موضوع "استهلك تونسي" محورا أساسيا لمسابقة الدورة الرابعة و التي من أهدافها :الارتقاء ببلادنا الى الاحسن، حث المواطنين على حب بلادنا و منتجاتها وخاصة تثمين زيت الزيتون ، اعانة المنتجين على تطوير المنتجات، تحفيز المنتجين على تحسين الجودة والترفيع من الإنتاج ، الانطلاق نحو فتح باب التصدير لمنتوجات تونسية، إعادة كسب الثقة بين المستهلك والمنتوج الوطني ، كذلك نشر الوعي لدى المواطن لشراء المنتجات التونسية بدلا من المستوردة والمهربة في محاولة لا رجاح الكفة والرقي ببلادنا الى الافضل.
وسعيا من هيئة المهرجان لمساعدة المتقدمين للمسابقة من طلبة الكليات والمعاهد العليا والذين لا يملكون إمكانية التصوير المحترف تولت تبنيهم للحصول على دعم في الإنتاج والتصوير من خلال شركات الإنتاج السمعي البصري المتعاقدة مع المهرجان لتقديم الفيديو في أحسن صورة...
المسابقة الدولية محورها المواطنة والتنمية المستدامة:
كما أقر المهرجان موضوع "المواطنة والتنمية المستدامة" محورا أساسيا لمسابقة الدورة الرابعة من خلال تجلياتها في 8 بنود من أهداف التنميةالمستدامة من ذلك القضاء على الفقر، القضاء التام على الجوع، الصحة الجيدة والرفاه، طاقة نظيفة وبأسعار معقولة، العمل الأنيق ونمو اقتصادي، الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية، مدن ومجتمعات محلية مستدامة، الاستهلاك والإنتاج المسؤولان. كذلك دعت هيئة المهرجان المواهب وصانعي المحتوى لإنتاج فيديوهات تسعى إلى ترسيخ مبادئ السلام العالمي من الانتماء للوطن وحقوق الإنسان والمشاركة التطوعية في المجتمع المدني والتفاعل بين الناس في سبيل تبادل افكار المواطنة بين البلدان للارتقاء بالمجتمعات وإيجاد حلول من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث أن منطلق المواطنة هي سلوك شامل يقوم على أساس احترام الغير وفق قواعد سليمة والمشاركة الفعالة في شتى مجالات الحياة. ويعني هذا الأمر أن المواطنين يشاركون بصفة نشيطة في الشؤون العمومية الاعتيادية. كذلك إبراز دور المواطنة في مفهومها المتطور إذ لا تعني أن يكون مواطن العصر مواطن داخل وطنه فحسب بل كذلك عضوا نشيطاً وفاعلاً في مجموعةٍ بشرية أوسع أي أنا له كذلك واجبات تجاه شعوب تعيش خارج وطنه وهو بالتالي مواطن ذو صبغةٍ إقليمية وعالمية وهذا ما يحمله مسؤوليات أكبر. وبهذا الصدد يتبلور دور المواطن في الرقي بالمجتمعات والوعي بالدور التنموي داخلها من خلال إيجاد حلول لمشاكلها.
الجزائر في المرتبة الأولي دولياً من خلال أكثر عدد أفلام مشاركة للمرة الرابعة على التوالي:
هذا وقد تفاعل عدد كبير من المبدعين الشبان من تونس والخارج لتقديم إنتاجهم من ذلك فإن الجزائر تتصدر المرتبة الأولي دولياً من خلال أكثر عدد أفلام مشاركة للمرة الرابعة على التوالي فبالنسبة للأعمال المقبولة من طرف لجنة الفرز للدورة الرابعة في المسابقة الدولية المواطنة و التنمية المستدامة فالنصيب الأوفر للمشاركات التونسية ، وتساهم الجزائر بتسع فيديوهات في المسابقة الدولية ومن بين الدول المشاركة مصر، فلسطين، المغرب، العراق ، الهند، اليمن، إيطاليا ، الأردن ، كمرون ،المانيا، الصين، ايران ، سوريا، باكستان، لبنان ، فرنسا...
ومن بين عناوين الفيديوهات المشاركة: ويبقي الامل، أغلى مفقود، السيجارة الأخيرة، ارض بلا شعب، تحدي، صرخة، ما لا ترضاه لنفسك لاترضاه لغيرك، المواطنة الرقمية، محاكمة التغييرات المناخية، عتمة الحرية، زوبعة، وجيعة، لحظة حلم... من جانب آخر سعيا للترويج والتعريف بمختلف المهرجانات وذلك بالقيام بمبادرات من المهرجانات الدولية الكبرى ، وفي إطار تشجيع الشباب والتعريف بهم وبأعمالهم على أوسع نطاق تم عرض فيديو في رحاب الجنة للمخرج شمس الدين بن أحمد في اختتام مهرجان قرطاج الدولي كما تم عرض فيديو الصابة للمخرج جعفر معتمري بحضور آلاف من محبي أصالة نصري الذي لقي استحسان كل الحاضرين؛ وقد جاء ذلك كدعم وسند للمهرجان الدولي للفيديوهات التوعوية.
المهرجان نحو إشعاع على الساحات العامة المفتوحة وتجواله في عديد البلدان والمدن:
وللإشارة فإن المهرجان الدولي للفيديوهات التوعوية انطلق ببادرة للسيد وليد بن حسن صاحب مؤسسة رائدة في مجال العروض المرئية والصوتية والمختصة في مجال الشاشات العملاقة والإنتاج السمعي البصري بهدف إتاحة الفرصة للمبدعين وصانعي المحتوى الهادف لتقديم إنتاجهم وإيجاد مساحة لتعبيراتهم الفنية وعرضها للجمهور. ويتميز المهرجان الدولي للفيديوهات التوعوية عالميا لإشعاعه على الساحات العامة المفتوحة وتجواله في عديد البلدان والمدن. ولأن اختار المنظمون أن تنطلق دوراته الأولى في مدينة سوسة جوهرة تونس والمتوسط فإن الدورات القادمة ستحتضنها مناطق مختلفة عبر الوطن العربي والعالم لتستضيف فعالياته وتأثث بفقراته ساحاتها العامة وتبرز ما تزخر به من ثراء وتنوع.
هذا الحدث سيكون إذا منصة لتقديم الإنتاجات السمعية البصرية ونافذة لتسويق الثقافة المحلية وترويج الخصوصيات السياحية والمنتوجات الوطنية وكل ما تتميز به المدن والبلدان التي ستحتضن الفعاليات والعروض. وقد خصص المهرجان منذ دورته الاولى بسوسة في أوت 2021 جوائز هامة للفائزين في المسابقة الدولية ومحورها "القيم الإنسانية" والمتميزين في المسابقة الوطنية تحت شعار "استهلك تونسي" والعمل على إقرار مسابقة ثالثة جهوية لإبراز جمال المدينة المستضيفة والترويج لزيارتها.
اليوم الترويجي للمهرجان الدولي للفيديوهات التوعوية:
هذا وقد تم تنظيم اليوم الترويجي للمهرجان الدولي للفيديوهات التوعوية من خلال سهرة بساحة المدن التوأمة سوسة بوجعفر للإعلان على قائمة الأفلام المقبولة بالمسابقتين الوطنية و الدولية ؛ وتميزت الاحتفالية بحضور جماھیري كبیر واھتمام واسع من وسائل الإعلام، حيث تم الإعلان عن الفیدیوھات المختارة من قبل لجنة الفرز في المسابقتين: الوطنية "استھلك تونسي" والدولية "المواطنة والتنمية المستدامة"، وقد أظهرت ھذه الفیدیوھات إبداعا وابتكارا في معالجة قضايا الاستهلاك المحلي والتنمية المستدامة، مما یعكس وعي المشاركين بأھمیة ھذه المواضيع.
وقد سجلت الدورة الرابعة للمهرجان والتي يديرها السید أیمن دردوري؛ 573 طلب مشاركة في المسابقتين: الوطنية "استهلك تونسي" والدولية، حيث استقبل المهرجان 167 فیدیو توعوي من 34 دولة، وتم اختيار 88 فیدیو من 20 دولة بعد استفائها لشروط وأحكام المشاركة. وقد لاحظت لجنة الفرز الأولي تحسنًا وتطو ًرا من حيث المحتوى والأفكار المتجددة مقارنة بالدورات السابقة. من بین المشاركات: تلقت المسابقة الدولية 238 مشاركة تونسية، قُبل منھا 26 فیدیو، بينما تلقت مسابقة "استھلك تونسي" 25 مشاركة تونسیة، قُبل منھا 16 فیدیو. كما برزت الجزائر بمشاركة 82 عملا، تم قبول 9 منھا، في حین شاركت المغرب بـ 39 عملا، قُبل منھا عمل واحد فقط. أما العراق، فقد سجل 32 مشاركة، قُبل منھا 8، بینما قُبلت مشاركة واحدة من 10 مشاركات واردة من الھند. وشاركت مصر بـ 59 عملا، قُبل منھا 7، وفلسطین بـ 3 أعمال قُبلت جمیعھا. من بین المشاركات الأخرى، قُبلت أعمال من فرنسا، الأردن، الصین، سوریا، عمان، إیران، لبنان، إیطالیا، الیمن، والباكستان. كما تم تسجيل مشاركة واحدة من ھولندا تم قبولها.
هذا وستتولى لجنة التحكيم مهمة تقييم الفيديوهات المشاركة، وتحديد الفائزين في المهرجان. علما وأن أعضاء لجنة التحكيم هم: الممثل القدير صلاح الدين مصدق من تونس (رئيس اللجنة)، الممثلة جميلة المبروك من ليبيا، الدكتور السينمائي دليل بلخوذير من الجزائر، الناقد والمؤلف المسرحي خالد سليمان من مصر والمخرج الشاب نصر الدين رقم من تونس.
