Written by  محمد رضا البقلوطي آذار 09, 2025 - 218 Views

"الحقوق والمساواة والتمكين لكافة النساء والفتيات" شعار احتفال هذا العام باليوم العالمي للمرأة ، ضرورة إعادة ترتيب أولويات المرأة للمضي قدماً في حياتها سواء المهنية والاجتماعية

مواكبة / محمد رضا البقلوطي
 
حدث دولي عشنا على وقعه أمس إنه اليوم العالمي للمرأة والذي يوافق 8 مارس، وهو بمثابة ناقوس لتنبيه المرأة بضرورة إعادة ترتيب أولويات المرأة للمضي قدماً في حياتها سواء المهنية والاجتماعية، احتفال هذا العام تحت شعار "الحقوق والمساواة والتمكين لكافة النساء والفتيات" حيث يحتفل باليوم العالمي للمرأة بطرق متنوعة في جميع أنحاء العالم؛ ويعتبر يوم عطلة رسمية في العديد من البلدان، ويحتفل به اجتماعيًا أو محليًا في بلدان أخرى. إذ تحتفل الأمم المتحدة بالعيد فيما يتعلق بقضية أو حملة أو موضوع معين في حقوق المرأة. في بعض أنحاء العالم، لا يزال اليوم العالمي للمرأة يعكس أصوله السياسية، ويتميز بالاحتجاجات والدعوات إلى التغيير الجذري؛ في مناطق أخرى سيما في الغرب هو اجتماعي ثقافي إلى حد كبير ويتركز حول الاحتفال بالأنوثة.

ففي عام 1977 دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة الدول الأعضاء إلى إعلان الثامن من مارس عطلة رسمية للأمم المتحدة من أجل حقوق المرأة والسلام العالمي. ومنذ ذلك الحين يُحتفل بهذا اليوم سنويًا من قبل الأمم المتحدة والعديد من دول العالم، حيث يركز الاحتفال في كل عام على موضوع أو قضية معينة من القضايا المتعلقة بحقوق المرأة. ويشار إلى أن العالم احتفل لأول مرة باليوم العالمي للمرأة في 28 فيفري 1909 وتحديداً في مدينة نيويورك، وبعد ذلك بعامين، اقترحت الاشتراكية الألمانية لويز زيتز أن تصبح العطلة يومًا يتم الاحتفال به كل عام من أجل الاحتفال بقضايا المرأة المختلفة، والتي منها حق الاقتراع، وذلك من أجل تعزيز المساواة في الحقوق للمرأة.
 
حماية الحقوق المكتسبة للمرأة والعمل على دعمها وتطويرها:
 
ولقد تعددت وتنوعت مظاهر الاحتفالات في تونس ومختلف البلدان والمنظمات الدولية، وفي تونس نظمت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ بالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافيّة يوم السبت 8 مارس 2025 بمدينة الثقافة ندوة وطنيّة حول "الحقوق والمساواة والتّمكين لكافة النّساء والفتيات".
حيث أبرزت وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ، أن تونس كانت ولا تزال عبر تاريخها العريق منتصرة لحقوق المرأة، عبر ترسانة من المكاسب القانونية التي تمّ دعمها وتطويرها وضمانها بالاستناد للدستور الذي يلزم الدولة بحماية الحقوق المكتسبة للمرأة والعمل على دعمها وتطويرها ويثبّت الحقوق والمساواة للنساء والفتيات ويجعل منها عنوانا رئيسيّا للمواطنة في تونس البناء والتشييد. مؤكدة  حرص الوزارة على ضبط الأولويّات في مجال مراجعة بعض القوانين في سياق ثورة تشريعيّة يُريدها سيادة رئيس الجمهوريّة حصنا لمكاسب المرأة والأسرة ومدخلا لمزيد النهوض بأوضاعها، كما ذكرت بصدور النظام الجديد للحماية الاجتماعيّة للعاملات الفلاحيّات والقانون الجديد لتنظيم عطل الأمومة والأبوّة في الوظيفة العموميّة والقطاع العامّ والقطاع الخاصّ،  إلى جانب الجهود الحثيثة لصياغة تصوّر جديد لكلّ من نظام التّوفيق الأسري ونظام ضمان النّفقة وجراية الطّلاق طبقا لتوصيات المجلس الوزاري المنعقد في 26 فيفري المنقضي. وأضافت أن وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ ما فتئت تعمل  في إطار الدور الاجتماعي للدولة وبكلّ الإمكانيّات المتاحة لها على إخراج النّساء عامّة والنّساء في الوسط الريفي خاصّة من دوائر الهشاشة إلى عوالم الفعل والريادة والاستطاعة عبر تعزيز اندماجها في عمليّة التنمية وتمكينها اقتصاديّا واجتماعيّا.

هذا وتضمّنت الندوة عرض شريط وثائقي حول نساء تونسيات عبر التاريخ الذي يُلقي الضوء على الفعل النسائيّ التونسي في مختلف المجالات وعبر مراحل تاريخيّة مختلفة ويُبرز مسارات الأيقونات التونسيّات التي خلدن في عمق الذاكرة التونسّية.
 
النساء أيقونات الإلهام الأزليّة:
 
وشملت المداخلات عرض أهمّ المكاسب القانونيّة للمرأة التونسيّة والتدخلات القطاعيّة لفائدة النّساء في الوسط الريفي على غرار جهود المرصد الوطني لمناهضة العنف ضد المرأة من خلال الوقاية من العنف الاقتصادي المسلط على النساء في الوسط الريفي ومسارات التعهّد والوقاية وإنجازات وزاراتي النقل والفلاحة لوقاية النساء في الوسط الريفي وجهود الشؤون الدينيّة لوقاية النساء والفتيات من العنف المسلّط عليهنّ وسبل الحماية منه. كما اطلعت الوزيرة على المعرض الذي أقيم بالمناسبة تحت شعار "النساء أيقونات الإلهام الأزليّة" وتولى تنظيمه المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر بفضاء مدينة الثقافة الشاذلي القليبي في إطار فعاليّات اليوم العالمي للمرأة.
 
الإدماج الاقتصادي للنساء والفتيات هوية وتثمين الموروث وآفاق للاستثمار والتسويق:
 
من جانب آ خر افتتحت  وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ، رفقة ، وزير الشؤون الخارجيّة والهجرة والتّونسيين بالخارج، المعرض الترويجيّ للمنتوجات النسائيّة الذي تنظمه الوزارة تحت شعار " الإدماج الاقتصادي للنساء والفتيات هوية وتثمين للموروث وآفاق للاستثمار والتسويق" وذلك بالتعاون مع هيئة الأمم المتحّدة للمرأة من اليوم السبت 08 مارس  إلى يوم الاثنين 10 مارس 2025 بقاعة الأخبار بالعاصمة الذي يجمع 24 عارضة من النساء المنتجات بولايات تونس الكبرى من بين المنتفعات بمختلف برامج وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ للإدماج الاقتصادي للنساء والفتيات والأسر، متعرّفة على تنوّع وجودة المنتوجات الحرفيّة المعروضة في المجالات الفلاحيّة والصّناعات التّقليديّة. وأكدت على انطلاق الوزارة في إعداد منصّة رقميّة لتسويق المنتجات النسائيّة بالتعاون مع وزارة تكنولوجيّات الاتّصال والبريد التونسي وسائر الهياكل المتدخلة.

يذكر أن وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ تنظّم انطلاقا من نفس التّاريخ معارض مماثلة على مستوى مندوبيّاتها الجهوية بولايات الجمهورية بهدف المساعدة على تثمين المنتوجات النسائيّة ذات المنشأ وتيسير وصول النّساء والفتيات إلى مسالك التسويق.

كما أشرفت وزيرة الأسرة والمرأة والطّفولة وكبار السن، ووزيرة الشؤون الثقافيّة، على حفل موسيقي أمّنه ثلة من الفنانات التّونسيّات وتخلّله تكريم أمّهات تونسيّات تجاوزن التّحدّيات.
 
أهميّة دور المرأة في الحياة الثقافيّة باعتبار أنّ الإبداع الثقافي النسائي شهد تطوّرا نوعيا هامّا:
 
هذا الحفل انتظم بالشراكة مع وزارة الشؤون الثقافيّة تثمينا للفعل الثقافي النسائيّ وإيمانا بأهميّة دور المرأة في الحياة الثقافيّة باعتبار أنّ الإبداع الثقافي النسائي شهد تطوّرا نوعيا هامّا، مُذكّرة بما تزخر به السّاحة الثقافيّة التونسيّة من أسماء نسائيّة بارزة في الأدب والموسيقى والمسرح والسينما وغيرها من المجالات الإبداعيّة حيث  أنّ تونس ولاّدة على جميع الأصعدة وفي شتّى المجالات وتزخر في مختلف الحقب التاريخيّة بالأيقونات النسائيّة ذوات الأثر والفعل، مما يؤكد  عراقة التجربة التونسيّة وريادتها في مجال تكريس حقوق المرأة  وارتباطها التاريخيّ بفكر اصلاحيّ متجذّر. وقد تخلّل الحفل، الذي تضمّن فقرات موسيقيّة من التُّراث التّونسي، موكب تكريم لـــ19 أمّا تونسيّة تجاوزن التّحدّيات سواء باعتبارهنّ العائل الوحيد لأسرهنّ، أو كافلات لأطفال من ذوي طيف التّوحد ومن ذوي الاحتياجات الخاصّة، أو كافلات لكبار سنّ في إطار برنامج الإيداع العائلي، أو مستفيدات من أحد برامج وزارة الأسرة في مجال الإدماج الاقتصادي للنساء والفتيات والأسر...

أنشطة وتظاهرات أخرى بمناسبة اليوم العالمي لحقوق المرأة بادر بتنظيمها عديد الأطراف الفاعلة من ذلك فقد نظّم المسرح الوطني التّونسي مائدة مستديرة تحت عنوان "الرّكح المؤنّث" يوم الجمعة 7 مارس 2025، احتفاءً بالمخرجات المسرحيّات التّونسيّات. شارك في النّقاش كلّ من ليلى طوبال، وفاء الطّبّوبي ولبنى مليكة، بإدارة النّاقدة فوزيّة بلحاج المزّي، التي أشارت بأن اللقاء لم يحمل بكائيات نضالية أو خطبا إيديولوجية. مضيفة بقولها: «أنصتنا فيه إلى خطاب مسرحي نسائي وليس نسويا، تسوغه المرأة بفكر الإنسان وبشغف الإنسان وإصرار الإنسان. للقول بقية سنضمنها في كتاب يزور السردية المسرحية النسائية منذ بدايات التجربة ويستكشف آفاقها..."وقد دار الحوار خلال اللقاء حول تجارب المخرجات المسرحيّة والتحديّات التي تواجهها المرأة في الإخراج المسرحي، وآفاق تطوير المشهد المسرحي التونسي من منظور نسوي. فكانت لحظات غنيّة بالأفكار العميقة، وبحضور جمهور متفاعل شارك بأسئلته وتأمّلاته...
 
صحفيات صامدات وإبراز الدور النضالي للمرأة:
 
ومن بين عديد التظاهرات و الندوات و اللقاءات حول أهداف و أهمية هذا اليوم و إبراز الدور النضالي للمرأة في عديد الجوانب الحياتية مسامرة رمضانية بعنوان: صحفيات صامدات نظمتها النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين مساء أمس بمقر النقابة تضمنت بالخصوص كلمات نقيب الصحفيين زياد دبار  و الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات ممثلة في السيدة فتحية السعيدي و كلمة رئيسة لجنة الحريات يسرى بلالي. كما تم تقديم شهادات عائلات الصحفيات والصحفيين داخل السجون من ذلك شهادة رملة العياري شقيقة المنشطة الإعلامية سنية الدهماني وشهادة مريم الزغيدي شقيقة الصحفي مراد الزغيدي كذلك شهادة بسام الحاج مبارك شقيق الصحفية شذى الحاج مبارك...

هذا وفي ختام السهرة تم عرض فيلم وثائقي قصير "بسكويت" للصحفية شادية خذير من إنتاج "جمعية لينا بن مهني"، الذي يقترح أسلوبا طريفا يجمع بين سينما التحريك والأرشيف وشخصيات وفضاءات في شكل مجسمات كرتونية صغيرة. "بسكويت" ليس سوى شذرات من سيرة ذاتية ومسيرة مهنية لصحفية مؤسسة التلفزة الوطنية شادية خذير. هي سيرة تتجاوز الذاتي لتتقاطع مع الموضوعي ومع قضايا النساء دون استثناء...
 
تحية للمرأة الفلسطينية لتظل رمزًا خالداً للتحدي والصمود:
 
من جانبها احتفلت منظمة العمل العربية باليوم العالمي للمرأة، وبهذه المناسبة أعربت المنظمة عن عميق تقديرها لدور المرأة العاملة العربية في مسيرة تحقيق التنمية المستدامة، وإسهاماتها القيّمة في تحقيق التقدم والازدهار لمجتمعاتنا، ولتسليط الضوء على التحديات والمعوقات التي لا تزال تعيق اندماجها الاقتصادي الكامل في سوق العمل. مؤكدة على دعم وتعزيز الحقوق المكتسبة للمرأة العربية بموجب التشريعات واتفاقيات وتوصيات العمل العربية الذي كان ولا يزال في صلب أولوياتها منذ تأسيسها عام 1965. ومن هذا المنطلق، تواصل المنظمة العمل على تعزيز مشاركة المرأة العاملة العربية في سوق العمل من خلال دعم سياسات التشغيل التي تضمن المساواة وتناهض التمييز ضد المرأة، حيث أصدرت منظمة العمل العربية عام 2019 "الاستراتيجية العربية للنهوض بعمل المرأة" في إطار أهداف التنمية المستدامة، وتتابع تنفيذها من خلال لجنة شؤون عمل المرأة العربية.
كما حيت منظمة العمل العربية في هذا اليوم المرأة الفلسطينية، التي تواجه بكل شجاعة ممارسات سلطات الاحتلال من اضطهاد وتهميش وترويع، فعلى مدى 77 عاماً ظلت تكافح من أجل حقوقها وكرامتها رغم كل المعوقات والصعوبات، لتظل رمزًا خالداً للتحدي والصمود، وقدوة تمثل روح النضال من أجل الحرية والعدالة والمساواة لكل نساء العالم….

"فكل عام ونساء العالم أجمعين بألف خير ودائماً في ازدهار وتألق. في يوم المرأة العالمي 2025 باعتبار التذكير بأن المساواة حق وليست منحة. وإن عظمة الرجل من عظمة المرأة وعظمة المرأة من عظمة نفسها. فالمرأة الفاضلة تلهمك، والذكية تثير اهتمامك، والجميلة تجذبك والرقيقة تفوز بك..."




Contact Info (2)

  • Lorem Ipsum is simply dummy text of the printing and typesetting industry. Lorem Ipsum is simply dummy text of the printing and typesetting industry.
  • No 1123, Marmora Road, Glasgow, D04 89GR.
  • (801) 2345 - 6788 / (801) 2345 - 6789
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Top
We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…