Written by  محمد رضا البقلوطي تشرين1 02, 2024 - 424 Views

ندوة دولية تحت عنوان "الترجمة ومجتمع الغد «من أجل التطور المنهجي في مجال الترجمة وعلاقتها بالذكاء الاصطناعي

مواكبة / محمد رضا البقلوطي
 
بمناسبة اليوم العالمي للترجمة الموافق لـ 30 سبتمبر من كل سنة، نظم معهد تونس للترجمة بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، ندوة دولية تحت عنوان "الترجمة ومجتمع الغد" وذلك بمشاركة عدد من  الأساتذة والمحاضرين من تونس وليبيا وبلجيكا والصين وروسيا وإيطاليا... وطرحت هذه الندوة الدولية جملة من المحاور على غرار أخلاقيات الترجمة ودورها في العيش المشترك ومعرفة الآخر وتعزيز العلاقة بين الشعوب والثقافات، إلى جانب أهميتها الفكرية والحضارية من خلال توسيع آفاق العلم وتسهيل عملية الفهم ورفع الأحكام المسبقة، فضلا عن دورها الريادي في مواكبة التقدم التكنولوجي والثقافي. كذلك مواضيع تعليمية، الترجمة وافاقها وهجرة مفهوم الهيمنة الغرامشي انموذجا للتفاعل العلمي: اي دور للترجمة في ذلك، كذلك دور ترجمة الأدب في تعزيز التبادل الثقافي بين الدول: تونس والصين نموذجا.
 
الأبعاد المستقبلية من خلال طلبتنا والذكاء الاصطناعي التوليدي:
 
و من بين المداخلات ذات الأبعاد المستقبلية من خلال طلبتنا و الذكاء الاصطناعي التوليدي والمترجمة من العربية و اليها في عصر العالمية بوساطة Chat GFT ،، كما تم التطرق إلى أهم الصعوبات التي تواجهها اللغة على المستوى الاصطلاحي والمفاهيمي وكيفية نقل الأدب التونسي إلى لغات العالم ، إضافة إلى  محاور  تهم التطور المنهجي في مجال الترجمة وعلاقتها بالذكاء الاصطناعي ودور ترجمة الأدب في تعزيز التبادل الثقافي بين تونس والصين.

وقد تم تقديم المداخلات حضوريا وعن بُعد بلغات ثلاث أثرها فتح باب النقاش وتفاعل معها الحاضرون من أساتذة وإعلاميين وطلبة لإثراء الحوار والتأكيد على موقع الترجمة في المستقبل وتأثيرها الكبير واشعاعها في ظل التحولات القادمة والدور المنتظر منها خاصة في إطار التطور التكنولوجي في عالم جديد يغزوه الذكاء الاصطناعي باعتبار أن الترجمة من الثوابت التي يجب ان تحافظ على دورها كأداة أساسية للحفاظ على مصداقية وواقع النصوص الأصلية. هذا وقد اقيم على هامش الندوة معرض لمنشورات معهد تونس للترجمة.

وفي ختام أشغال الندوة تم تقديم جملة من التوصيات والمقترحات لدعم مثل هذه المبادرات التي تساهم في إثراء وتطوير قطاع الترجمة وجعله يواكب التطورات والعمل على مواصلة مسار هذه اللقاءات من صيغتها الوطنية إلى دولية ودوريتها من خلال هذه الندوة التي حققت نتائج مشجعة للرقي بعلم الترجمة وتجاوز مختلف الاشكاليات التي تعوق مهمة المترجم.

وان إقرار دورية سنوية للاحتفال باليوم العالمي للترجمة من خلال تنظيم ندوة دولية بمشاركة خبراء ومختصين من مختلف الدول يساهمون في إثراء المداخلات وورشات تطبيقية تكون رافدا لتطوير علم الترجمة كذلك السعي لتحسين الدور الفعال لتعليمية الترجمة والتعامل الذكي مع اللغات الأجنبية.
كما تمت الدعوة خلال الندوة للعمل على إصدار ميثاق المترجم  و السعي لدعم المعالجة الفكرية و المعالجة الآلية في ظل انتشار الذكاء الاصطناعي باعتبار أن الذكاء البشري هو الأساس و أن الترجمة ليست بآلية بل هي المنطلق لتقديم صورة واضحة وحية للنصوص المراد ترجمتها و نقلها بكل مصداقية وأمانة لذلك فإن ترسيخ ثقافة الترجمة تنطلق من الناشئة من خلال تفتح المدرسة و المجتمع وتمكين الشباب من المبادئ الأساسية التي تساعدهم على التعاطي السليم مع النص المراد ترجمته و بالتالي إيجاد الإطار الأمثل لسياسة ترجمة تنبني على أسس سليمة و إبداعية.
 
لا سبيل لإلغاء العقل البشري في الترجمة وتعويضه بآلة:
 
إن اختيار موضوع "الترجمة ومجتمع الغد "للاحتفاء بيوم الترجمة العالمي جاء من منطلق أن مجتمع الغد الذي يطمح إليه الأفراد دائما ويستشرفونه يتطلب السفر إليه إتقان ألسن متعددة إذ لم يعد من الممكن اليوم العيش بلسان واحد وتتنزل هذه التظاهرة في إطار السعي لأن يكون مجتمع الغد حاملا لقضايا وتطلعات الشعوب. ذلك ما أشار إليه مدير عام معهد تونس للترجمة السيد توفيق قريرة مضيفا أن الترجمة لم تعد تهم النخب فقط وإنما تحولت إلى مركز اهتمام كل شخص يسعى إلى السفر من بلد إلى آخر، إذ تساعد في فهم الإنسان وانغماسه في الثقافات الأخرى. وأنه فضلا عن التطور التكنولوجي أصبحت الترجمة مطروحة بشكل كبير خاصة من خلال البرامج الرقمية المخصصة لذلك والتي تسعى إلى إلغاء دور الإنسان من هذه العملية مؤكدا انه من أهداف الندوة تبيان أنه لا سبيل لإلغاء العقل البشري في الترجمة وتعويضه بآلة موضحا كذلك أن من بين مشاريع معهد الترجمة القادمة مشروع سيتم ا نجازه بالشراكة مع عدد من المؤسسات الجامعية في اختصاصات مختلفة ويتمثل في إقامة ورشات ترجمة مع الطلبة...

ومن المحاور التي أكد عليها المدير العام لمعهد تونس للترجمة أنه لا يمكن بناء المجتمع دون الاعتماد على الترجمة والتي ستكتسب أهمية أكبر في مجتمع الغد، إذ تعتبر الترجمة عنصرًا أساسيًا في قطاع السفر والرحلات ولا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعوّض الذكاء البشري.

كما أن الندوة تميزت بمضمون ثري انطلقت أشغالها بمحاضرة افتتاحية فلسفية بعنوان "الترجمة والترجمان " تولى تقديمها الأستاذ الجامعي في الفلسفة عبد العزيز العيادي، تضمنت تحليلا لفعل الترجمة وأصنافها من علمية ووصفية ومرجعية وإنتاجية وتأملية، مشيرا إلى الشروط التي يجب أن تتوفر في المترجم من ذلك التمكن الجيد من اللغتين المترجم منها وإليها والإلمام بالسياقات الثقافية والفكرية للغات مع تمتعه بقدرة تأويلية وحس نقدي. كما أن عملية الترجمة لا تخص المترجم وحده وإنما مشاركة مجموعة من الفاعلين على غرار دور النشر ولجان التحكيم وغيرهم. على أن عملية ترجمة الكتب العلمية أيسر من الكتب الفلسفية والأدبية لأنها تضم مصطلحات تقنية سبق وأن تمت ترجمتها ومتفق عليها.
 
اعتراف بالعمل الذي يقوم به المهنيون من اللغويين في مدّ جسور التفاهم بين الأمم وتيسير الحوار:
 
وللإشارة فإن الاحتفاء باليوم العالمي للترجمة تم بعد اعتماد الجمعية العامة في 24 ماي 2017 بموجب قرارها 288/71 يوم 30 سبتمبر بوصفه اليوم العالمي للترجمة، اعترافا بالعمل الهام الذي يقوم به المهنيون والمهنيات من اللغويين العاملين في مدّ جسور التفاهم بين الأمم وتيسير الحوار بينها، حسب ما ورد على الموقع الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة.

وفي سياق الدور الموكول للمهنيين والخبراء والمختصين في الترجمة باعتبار أن اللغة جزء من التعاقد الاجتماعي، اعتمد منظمو ندوة " الترجمة ومجتمع الغد " على تدارس ثلاثة مصطلحات أساسية في فهم مجتمعات الغد الراغبة في كسر العزلة الاجتماعية والخروج الى العالم الرحب الفسيح واكتشاف الآخر الخصوصي، وهي " التعايش "و "التفاعل " و "التثاقف "، حسب ما جاء في الورقة التقديمية للندوة. هذه المصطلحات وتأثيرها في المجتمعات وتأثرها بها يختلف بين مجتمع اليوم ومجتمع الغد، هذا ما سعى المشاركون من تونس ومن عدد من دول عربية وأجنبية في هذا الملتقى، لتباحثه من خلال ثلاثة محاور وهي  الترجمة والتعايش في مجتمع الغد  و الترجمة والتفاعل في مجتمع الغد  و الترجمة والتثاقف في مجتمع الغد ، وتضمن كل محور نقاطا متعلقة بخصوصيات الترجمة ودورها في العيش المشترك مع بقية المجموعة وتأثيرها على التفاعل الاجتماعي من خلال التفاعل اللغوي والعلامي وارتباطها كذلك بعملية التثاقف ودور الترجمة في تقريب الثقافات المختلفة.





Contact Info (2)

  • Lorem Ipsum is simply dummy text of the printing and typesetting industry. Lorem Ipsum is simply dummy text of the printing and typesetting industry.
  • No 1123, Marmora Road, Glasgow, D04 89GR.
  • (801) 2345 - 6788 / (801) 2345 - 6789
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Top
We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…