Written by  محمد رضا البقلوطي تشرين1 14, 2023 - 1055 Views

11 أكتوبر اليوم العالمي للبنات : من أجل الاستثمار في الأدوار القيادية للفتيات لدعم حقوقهن ورفاههن

مواكبة / محمد رضا البقلوطي

نحتفل سنويا في الحادي عشر من أكتوبر باليوم العالمي للبنات إذ تهدف فعالية هذا العام، التي تنظمها يونيسف ومنظمة "پلان إنترناشونال"، إلى توحيد المراهقات مع الفئات المدافعة عن حقوقهن، بما في ذلك قادة الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والشركات والحكومات. إذ بمقدور النساء والفتيات أن يقدن الخطوات نحو مستقبل أكثر إنصافا. فلْنعمل في هذا اليوم الدولي على إسماع صوت الفتيات عاليا، ولْنجدد العزم على العمل يدا في يد لبناء عالم تستطيع فيه كل فتاة أن تتبوأ مكانة قيادية وأن تزدهر. وقد صرح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش حول الاستثمار في الأدوار القيادية للفتيات لدعم حقوقهن ورفاههن إذ قال:" نرى في هذا العام، الذي نشهد فيه مجموعة من التحركات والإجراءات الرامية إلى الحد من حقوق الفتيات والنساء وتراجع التقدم في مجال المساواة بين الجنسين، تأثيرات قاسية على الفتيات بشكل خاص. وبدءًا من إتاحة الدعم والرعاية الصحية للأمهات المراهقات، وانتهاء بإتاحة التدريب على المهارات الرقمية والمعيشية؛ وبدءا من التثقيف الجنسي الشامل إلى تقديم خدمات دعم الناجين وبرامج منع العنف؛ فإن هناك حاجة ملحة لزيادة الاهتمام وإتاحة الموارد للمجالات الرئيسة التي تمكن الفتيات من إعمال حقوقهن وتحقيق إمكاناتهن الكاملة.

عالم تتاح فيه للفتيات مساحة لتشكيل السياسات الحكومية والإنفاق الإرشاد القواعد والمعايير:

واستجابة لدعوات الفتيات من أجل التغيير، يجب على المجتمع العالمي أن يتحرك إلى ما هو أبعد من إعادة تأكيد الالتزامات والاستثمار بجرأة في العمل اللازم لإحداث هذا التغيير. وعندما ننتبه إلى ذلك، نجد أن عديد الفتيات يناصرن بالفعل تقديم حلول وإحداث تغيير في مجتمعاتهن. وبالتعاون مع شركائنا من الحكومات ومنظمات المجتمع المدني، نتصور قيام عالم تتاح فيه للفتيات مساحة لتشكيل السياسات الحكومية والإنفاق لإرشاد القواعد والمعايير التي يجب أن تعمل بها الشركات، وتوجيه الأولويات للأبحاث والابتكارات الجديدة. ولا ينبغي أن تكون هذه الأمثلة من المسائل المستجدة، بل ينبغي أن تكون هي الأساس والقاعدة كما أن الاحتفال بهذا اليوم يأتي لدعم الأولويات الأساسية من أجل حماية حقوق الفتيات والمزيد من الفرص للحياة أفضل، وزيادة الوعي من عدم المساواة التي تواجهها الفتيات في جميع أنحاء العالم على أساس جنسهن، هذا التفاوت يشمل مجالات مثل الحق في التعليم، والتغذية، والحقوق القانونية، والرعاية الصحية والطبية، والحماية من التمييز والعنف والحق في العمل، والحق في الزواج بعد القبول والقضاء على زواج الأطفال والزواج المبكر. الاحتفال باليوم أيضا "يعكس نجاح الفتيات والنساء الشابات كمجموعة متميزة في سياسة التنمية والبرمجة والبحث".

رفع الوعي بأهمية رعاية الفتيات عالمياً وفي البلدان النامية على وجه الخصوص:

وقد انطلقت مبادرة اليوم الدولي للبنات كمشروع لمنظمة بلان إنترناشيونال، وهي منظمة غير حكومية تعمل في جميع أنحاء العالم. نشأت فكرة الاحتفال باليوم من حملة بلان إنترناشيونال"لأنني فتاة"، التي ترفع الوعي بأهمية رعاية الفتيات عالمياً وفي البلدان النامية على وجه الخصوص. التقى ممثلو بلان إنترناشيونال في كندا بالحكومة الفيدرالية الكندية للسعي إلى تكوين ائتلاف أنصار رفع الوعي بالمبادرة على الصعيد الدولي. في النهاية، حثت منظمة بلان إنترناشيونال الأمم المتحدة على المشاركة. وقد اقترح رسميا هذا اليوم بقرار من كندا في الجمعية العامة للأمم المتحدة. رعت رونا أمبروز، وزيرة مركز المرأة الكندية القرار. وقدم وفد من النساء والفتيات عروضاً دعماً للمبادرة في لجنة الأمم المتحدة الخامسة والخمسين المعنية بوضع المرأة. صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة لتمرير قرار اعتماد 11 أكتوبر 2012 باعتباره اليوم العالمي الأول للبنات. ينص القرار على أن يوم البنات يعترف بإن تمكين الفتيات واستثمارهن، اللذان يشكلان أهمية بالغة للنمو الاقتصادي، وتحقيق جميع الأهداف الإنمائية للألفية، بما في ذلك القضاء على الفقر والفقر المدقع، فضلاً عن المشاركة الفعالة للفتيات في القرارات التي تؤثر عليهن، أمور أساسية في كسر دائرة التمييز والعنف وفي تعزيز وحماية التمتع الكامل والفعال بحقوق الإنسان الخاصة بهم، والاعتراف بأن تمكين الفتيات يتطلب مشاركتهن النشطة في عمليات صنع القرار والدعم النشط ومشاركة آبائهن وأولياء أمورهن القانونيين والعائلات ومقدمي الرعاية، وكذلك الفتيان والرجال والمجتمع الأوسع.

تركيز الاهتمام على الحاجة إلى التصدي للتحديات التي تواجهها الفتيات:

ولهذا اليوم مسار تاريخي مهم رغم حداثته ففي عام 1995، عقد المؤتمر العالمي المعني بالمرأة في العاصمة الصينية بكين، واعتمدت البلدان بالإجماع إعلان ومنهاج عمل بيجين، الذي يُعد الخطة الأكثر تقدما على الإطلاق للنهوض بحقوق النساء والفتيات. وكان هذا الإعلان هو أول صك دولي يدافع عن حقوق الفتيات على وجه التحديد. وفي يوم 19 ديسمبر 2011، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها 66/170 لإعلان يوم 11 أكتوبر من كل عام باعتباره اليوم الدولي للبنات، وذلك للاعتراف بحقوق الفتيات وبالتحديات الفريدة التي تواجهها الفتيات في جميع أنحاء العالم. كما يهدف هذا اليوم إلى تركيز الاهتمام على الحاجة إلى التصدي للتحديات التي تواجهها الفتيات وتعزيز تمكين الفتيات وإحقاق حقوق الإنسان المكفولة لهن.

ومن بين محاور الأيام السابقة إذ تم اعتماد موضوع معين كل عام فمثلا موضوع الأول كان "القضاء على زواج الأطفال"، والثاني، في عام 2013 كان "الابتكار من أجل تعليم الفتيات"، أما الثالث، في عام 2014، فكان "تمكين الفتيات المراهقات: إنهاء دائرة العنف" والرابع، في عام 2015، كان "قوة الفتاة المراهقة: رؤية لعام 2030". كان موضوع عام 2016 هو "تقدم الفتيات = التقدم في الأهداف: ما يهم الفتيات"، كان موضوع عام 2017 هو "تقوية البنات: قبل وأثناء وبعد الأزمات"، وكان موضوع عام 2018 "معها: قوة الفتاة الماهرة...بحيث تتجدد المواضيع سنويا مواكبة للأحداث وللتغييرات المجتمعية من ذلك "نطمح للمساواة، نبني بذكاء، نبدع من أجل التغيير" كان موضوع عام 2019 ؛ والذي ركّز على وسائل مبتكرة تساعد في النهوض بالمساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة، لاسيما في مجالات نظم الحماية الاجتماعية، والوصول إلى الخدمات العامّة والبنية التحتيّة المستدامة. ويتطلّب تحقيق أهداف للتنمية المستدامة الطموحة تحوّلات جذريّة، ومقاربات متكاملة، وحلولاً جديدة، لاسيما عندما يرتبط الأمر بالنهوض بالمساواة بين الجنسين، وتمكين كلّ النساء والفتيات. ويبدأ ذلك بالحرص على إدماج احتياجات النساء والفتيات وخبراتهنّ منذ المراحل الأولى لتطوير التكنولوجيا والابتكارات. ويعني أيضاً تطوير حلول ذكية تذهب أبعد من الاعتراف بالفجوات بين الجنسين إلى معالجة احتياجات الرجال والنساء بشكل متساوٍ. وأخيراً، يحتاج الأمر إلى ابتكارات ثورية لتغيير مسارات العمل المعتادة، وتركّز على مَن يستخدم التكنولوجيا ويَصل إليها وكيف، وتضمن اضطلاع النساء والفتيات بدور حاسم في الصناعات الناشئة.

وجاء الشعار العالمي لاحتفال عام 2020 بهذه المناسبة "صوتي، مستقبلنا العادل" بمثابة تذكير بضرورة الاصغاء للفتيات، وفهم التغييرات التي يرغبن في رؤيتها، وضمان أن تحظى كل واحدة منهن بفرصة متكافئة للحصول على مستقبل مشرق، آمن وصحي. إذ أن التحديات التي تواجه الفتيات والأولاد في عدة دول عديدة ومعقدة. فالعنف ضد الأطفال، بما في ذلك الشباب أيضا، مرتفع على نحو غير مقبول، بوجود 80% منهم يواجهون العنف في المنزل وفي المدارس. كما تعاني العديد من الفتيات، مثلما هو الحال مع ملايين البنات الصغيرات في مختلف أنحاء العالم، من ظاهرة ختان الأناث، وزواج القاصرات، والتحرش الجنسي، والاعتداء الجنسي، وغيرها من الممارسات الضارة الأخرى. وقد تم إختيار موضوع" الجيل الرقمي هو جيلنا" لاحتفالات عام 2021 لإبراز تنوع رواد التكنولوجيا مع توسيع المسارات امام البنات.

الفتيات في قطاع غزة يواجهن تحديات غير مسبوقة في سلامتهن النفسية والجسدية:

وفي الذكرى السنوية الحادية عشر لليوم الدولي للبنات نشير إلى الحاجة إلى التصدي للتحديات التي تواجهها الفتيات وتعزيز تمكينهن وإحقاق حقوق الإنسان المكفولة لهن، من ذلك مثلا في فلسطين يشكل الأطفال من الجنسين ما نسبته 45% من السكان، 42% في الضفة الغربية، أما في قطاع غزة فتبلغ النسبة 48% منهم ما نسبته 51.11% ذكور في حين يبلغ عدد الطفلات الإناث في قطاع غزة 48.8% . وفي أثناء السنوات العشر الماضية في فلسطين، كان هناك اهتمام متزايد بالقضايا التي لها أهميتها بالفتاة من صانعي السياسات والمجتمع المدني خصوصا في مجالات التعليم والصحة وتمكين الفتيات وحقوق ذوات الإعاقة، وبالرغم من ذلك لا تزال الفتيات يواجهن عددا من التحديات تؤثّر سلبا على حقوقهن وتحقيق إمكاناتهن؛ وتفاقمت تلك التحديات خصوصا في قطاع التعليم بسبب العدوان على قطاع غزة، وبسبب التسرب من المدارس في المرحلة الثانوية بنسبة 21% للفتيات مقابل 6% فقط للذكور كما جاء في المسح الإحصائي للتعليم (2018-2019) وهذا يشير إلى مخاطر الزواج المبكر والذي تشير له الإحصائيات الرسمية أنه يتم سنويا بنسبة 20% من حالات الزواج. كما أن الفتيات في قطاع غزة يواجهن تحديات غير مسبوقة في سلامتهن النفسية بسبب تكرار العدوانات العسكرية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى نقص الحماية اللازمة من العنف للفتيات بشكل عام وذوات الإعاقة بشكل خاص، حيث لازال العنف الأسري قائما وكذلك العنف المجتمعي سواء في المدارس أو في الفضاء العام على المستويات القانونية المختلفة وعلى مستوى السياسات والإجراءات الرسمية.

جائزة اليونسكو لتعليم الفتيات والنساء لعام 2023:

تعد جائزة اليونسكو لتعليم الفتيات والنساء هي جائزة المنظمة الوحيدة التي تُمنح لتعزيز تعليم الفتيات والنساء. ومُنحت جائزة العام الجاري لصندوق الأطفال والمراهقين في الصين عن مشروع "براعم الربيع"، ومُنحت إلى تحالف تعليم الفتيات الباكستاني عن برنامج "ستار" للمدارس. وقد أُنشئت الجائزة في عام 2015 وموَّلتها حكومة جمهورية الصين الشعبية، وتسهم الجائزة مباشرة في تحقيق هدفَي التنمية المستدامة 4 و5 اللذين يركزان على التعليم والمساواة بين الجنسين.

هذا وقد حضرت بنغ لي يوان، عقيلة الرئيس الصيني شي جين بينغ، والمديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) أودري أزولاي، حفل توزيع جوائز اليونسكو لتعليم الفتيات والنساء 2023، في بكين مؤخرا. وفي بداية الحفل، سلمت بنغ، وهي أيضا مبعوثة اليونسكو الخاصة للنهوض بتعليم الفتيات والنساء، وأزولاي الجائزة إلى ممثلي صندوق الأطفال والمراهقين في الصين وتحالف تعليم الفتيات الباكستاني، المؤسستين الفائزتين بالجائزة. وخلال كلمتها في الحفل، قالت بنغ إن تعاون الصين الوثيق مع منظمة اليونسكو، وخاصة في إنشاء جائزة لتعليم الفتيات والنساء، قدم نموذجا ووفَّر خبرة قيمة ولعبَ دورا مثاليا في تنمية تعليم الفتيات والنساء حول العالم. ومشيرة إلى أن تعليم الفتيات والنساء يواجه أوضاعا ومتطلبات وتحديات جديدة في عالم اليوم، دعت بنغ جميع الأطراف إلى مواصلة زيادة مساهمتهم ودعمهم، والعمل بنشاط من أجل تنمية التعليم الصحي والتعليم الرقمي وتعليم العلوم للنساء، ومساعدة المزيد من النساء على تحسين صحتهن، وتقوية قدرتهن على الابتكار وبدء الأعمال التجارية.


 

Contact Info (2)

  • Lorem Ipsum is simply dummy text of the printing and typesetting industry. Lorem Ipsum is simply dummy text of the printing and typesetting industry.
  • No 1123, Marmora Road, Glasgow, D04 89GR.
  • (801) 2345 - 6788 / (801) 2345 - 6789
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Top
We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…