Written by  محمد رضا البقلوطي نيسان 06, 2025 - 140 Views

مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب يعود بعد انقطاع طويل ليمثل تحديا كبيرا وفرصة ثمينة لإعادة إحياء هذا الحدث الثقافي المتميز

مواكبة / محمد رضا البقلوطي
 

تظاهرة سينمائية شبابية متميزة تعود بعد انقطاع طويل لتمثل تحديا كبيرا وفرصة ثمينة لإعادة إحياء هذا حدث ثقافي مهم. فبعد غياب ناهز 6 سنوات، يعود مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب للانعقاد مجدّدا،  ستقام دورته الرابعة عشرة من 8 إلى 12 أفريل الجاري ؛وتفتتح هذه الدورة بعرض الفيلم الوثائقي التونسي "ماتيلا" لعبد الله يحيى بالمسرح البلدي بسوسة مساء الثلاثاء 8 أفريل علما وأن هذا الفيلم الوثائقي قد فاز بجائزة التانيت البرونزي، ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية، في الدورة الخامسة والثلاثين من مهرجان أيام قرطاج السينمائية، ويروي الفيلم قصة ريان، وهو مراهق تونسي اضطر لمواجهة تحديات عالم الجريمة والانحراف، بعد أن ترك مقاعد الدراسة في سن مبكرة، في ظل غياب والديه اللذين غادرا البلاد في هجرة غير شرعية، خلال أحداث الثورة التونسية عام 2011.فعلى مدار 3 سنوات من التصوير، يتتبع “ماتيلا” رحلة ريان الذي وجد في كرة القدم ملاذا آمنا بعيدا عن الانحراف والتهميش. كما يصور الفيلم طموحه في السفر إلى فرنسا، للقاء والديه بعد فراق دام أكثر من 12 عاما. ويُعد فيلم “ماتيلا” شهادة على الصعوبات الاجتماعية التي تواجه الشباب التونسي، ويبرز قوة الأمل والإصرار في السعي نحو مستقبل أفضل، رغم قسوة الظروف...

 

أعمال سينمائية من توقيع مخرجين وفنانين من قطاع غزة:

 

خلال هذه الدورة تمت برمجة 3 أفلام موجهة للأطفال بالتعاون مع المكتبة السينمائية التونسية، إلى جانب عروض خاصة لـ 22 فيلما قصيرا تمّ إنتاجها سنة 2024 سيتم عرضها تحت عنوان "من المسافة صفر" ويدوم عرضها 100 دقيقة وهي من إخراج الفلسطيني رشيد مشهراوي. ويتضمن المشروع أعمالا سينمائية من توقيع مخرجين وفنانين من قطاع غزة الذين عايشوا الأحداث بشكل مباشر ووثقوا بعدساتهم العدوان الغاشم للكيان الصهيوني على القطاع بعد 7 أكتوبر 2023.

وبمناسبة إحياء الذكرى 87 لعيد الشهداء (9 أفريل 1938)، اختار المنظمون عرض فيلم "النافورة" للمخرجة سلمى بكار. وسيتمتع الجمهور خلال هذه الدورة بمشاهدة جملة من الأعمال السينمائية من 22 بلدا. تتضمن 11 عملا في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة و9 أفلام في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة.

وتتوزع العروض على 4 فضاءات هي المسرح البلدي بسوسة ودار الثقافة القلعة الصغرى ودار الثقافة حمام سوسة والحافلة السينمائية "السينما تدور".

وتحتكم المسابقتان إلى لجنة مؤلفة من الناقد العراقي عبد الحسين شعبان والمخرجة الرواندية "ماري كليمنتين دوسابيجامو" والفرنسية "جولي كاتي" والأكاديمي عز الدين غوريران من المغرب ومدير التصوير محمد المغراوي من تونس.

وضمن المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة للشباب تحت 30 سنة يواكب الجمهور 28 عملا. وتتألف لجنة تحكيم هذه المسابقة من الممثل التونسي خالد بوزيد والمخرج السوري المهند كلثوم و"مانويلا فيتر نيكوليتي" وهي خبيرة في قطاع الثقافة والاتصال بمنظمة الإيسيسكو.
 

ورشات موجه للأطفال والشباب وطلبة السينما:

 

ولم تقتصر الدورة الرابعة عشرة من مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب على العروض السينمائية بل أعدت ضمن برمجتها 10 ورشات موجه للأطفال والشباب وطلبة السينما القادمين من القيروان، تطاوين، سوسة وتونس وتهتم هذه الورشات بإدارة الممثل أمام الكاميرا، التصوير، كتابة سيناريو، المونتاج وتقنيات الصوت. وفي السياق تعقد حاليا بسوسة مجموعة من هذه الفعاليات التكوينية من بينها ورشة كتابة السيناريو تحت إشراف الطاهر بن غذيفة وينتفع بدروسها الأساتذة والمعلمون والتلاميذ، ورشة الممثل أمام الكاميرا ويديرها المخرج حمزة بالحاج وهذه الورشة موجهة لتلاميذ الإعدادي والثانوي.

وعلى مستوى دروس السينما المخصصة للإخراج يقدم أنور الحوار ورشة تصوير شريط قصير وينتفع بمضامينها أساتذة ومعلمون وتلاميذ أمّا أحمد الجلاصي فيشرف على ورشة التدريب على السينما وهي مجموعة من التمارين المخصصة للتصوير السينمائي وتحليل الصورة ومن جهته يقدم الحبيب المستيري ورشة تصوير شريط وثائقي وينتفع بهذه الدروس الأساتذة والمعلمون والتلاميذ. هذه الورشات تتواصل من 4 إلى 9 أفريل الجاري بمعهد أحمد نور الدين بسوسة.

 

المعلقة الرسمية لمهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب: "سينما تنبض بالإنسانية":

 

تحمل المعلقة بعدا بصريا وشعوريا يعكس جوهر المهرجان. تتصدرها الأحرف الكبيرة “FIFEJ”، لتثبت هوية الحدث بوضوح، فيما يتكامل التصميم بين الخطوط العربية والفرنسية والإنجليزية، مما يكرّس البعد الدولي للتظاهرة. اللونان المتدرجان بين البنفسجي والذهبي يخلقان توازنا بصريا يوحي بالدفء والأمل. وفي في أسفل المعلقة، تتجسد صورة أبوية مؤثرة: رجل يحتضن طفلا، في مشهد يفيض بالحنان وسط بيئة متأثرة بالأوضاع الصعبة، حيث تظهر بيوت متهدمة وأعمدة من الدخان المتصاعد، بينما تحلق الطيور في الأفق. هذه العناصر تتناغم مع فلسفة المهرجان، الذي يسعى إلى نقل قصص الأطفال والشباب في مختلف الظروف، مجسدا بذلك رسالة الفن كأداة للتعبير والإنسانية.
 

 تكريس مبدأ الحق في الثقافة لجميع الفئات:

 

الدورة الجديدة للمهرجان الذي تأسس سنة 1991 على يد رواد السينما التونسية من بينهم الراحل نجيب عياد وحسين عليلش، يعدّ من بين أبرز المهرجانات المخصصة للأطفال والشباب في العالم العربي، وهو ثالث أقدم مهرجان سينمائي تونسي؛ تأتي مكثفة لضمان تقديم برنامج ثري يليق بتاريخ المهرجان، مع التركيز على دعم الشباب وتعزيز قيم الاندماج الاجتماعي من خلال السينما. كذلك فإن المهرجان هذا العام يسعى إلى تكريس مبدأ الحق في الثقافة لجميع الفئات وهو ما يتجلى في المبادرات الداعمة لذوي الإعاقة وفي البرامج التي تستهدف الفئات الشبابية الناشئة.
وبذلك فإن مهرجان سوسة الدولي لسينما الأطفال والشباب لا يقتصر على كونه منصة بسيطة لعرض الأفلام؛ كما أنه يشكل فضاءً تعليميًا وثقافيًا حقيقيًا، حيث تصبح السينما أداة قوية للتعلم ورفع الوعي وإيقاظ ضمائر الأجيال الشابة. كذلك ليس مجرد مهرجان سينمائي. بل هو مدرسة للحياة، ومكان حيث يطور الأطفال والشباب حساسيتهم الفنية، وروحهم النقدية، ووعيهم المدني، وذلك بفضل سحر الفن السابع...

 

أهمية إدخال الفنون وقراءة الصورة السينمائية في المناهج التربوية:

 

و للإشارة فإنه سبق  لهيئة المهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب عقد ندوة صحفية لتقديم مضمون وخصوصيات المهرجان تم خلالها اعتماد لغة الإشارة عند التقديم على غرار فيلمي افتتاح واختتام هذه التظاهرة السينمائية العريقة  وذلك دعما لفئة من جمهور السينما من ذوات وذوي الإعاقة والشغوفة بمشاهدة الأفلام،  وذلك بالتعاون مع الجمعية التونسية "إبصار" ثقافة وترفيه ذوي الإعاقة البصرية واعتبارا لأهمية الندوات والتكوين  كقوام المهرجان ومن ثوابت تأسيسه لذلك حرصت الهيئة المنظمة على تطوير هذا المنحى التثقيفي والتربوي وفي السياق تنظم ندوة بعنوان نحو عقد اجتماعي جديد للتربية والتعليم- أهمية إدخال الفنون وقراءة الصورة السينمائية في المناهج التربوية وتناقش مداخلاتها استنادا إلى تقرير اليونسكو حول عقد اجتماعي جديد للتربية والتعليم، أهمية تدريس الفنون وخاصة قراءة الصورة السينمائية في المناهج التربوية بهدف تنمية التفكير النقدي والإبداعي لدى الناشئة، وتعزيز وعيهم الثقافي والمرئي كما تتناول الندوة سبل إدماج السينما في التعليم كأداة لفهم وتحليل المحتوى البصري بما يواكب التغييرات الرقمية والتكنولوجية.

ومن بين المتدخلين في ندوات المهرجان الأستاذ عبد الباسط بن حسن وهو عضو اللجنة الدولية لمستقبل التربية والتعليم اليونسكو ورئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان والأستاذ مصطفى شيخ الزوالي وهو مستشار عام وخبير في الحياة المدرسية بوزارة التربية التونسية والأستاذ عبد الحسين شعبان وهو باحث وكاتب من العراق ...



Contact Info (2)

  • Lorem Ipsum is simply dummy text of the printing and typesetting industry. Lorem Ipsum is simply dummy text of the printing and typesetting industry.
  • No 1123, Marmora Road, Glasgow, D04 89GR.
  • (801) 2345 - 6788 / (801) 2345 - 6789
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Top
We use cookies to improve our website. By continuing to use this website, you are giving consent to cookies being used. More details…